في حدود الساعة الثانية ونصف.. اهتزت جماهير القاعة البيضاوية بدخول الرئيس عبد العزيز بوتفليقة القاعة التي فرشت كلها بالبساط الأزرق تحت شعارات تحيا بوتفليقة.. ووجه الرئيس تحياته للجميع بإشارات بيده وبابتسامة عريضة وجه من خلالها رسائل لمن لا يزالون يتاجرون ويستثمرون في ملف صحته.. وكانت خطواته الثابتة حين قطع الرواق الأزرق المؤدي للمنصة تحت الهتافات والتي تحمل هي الأخرى أكثر من رسالة ودلالة.. وتحولت القاعة من البيضاوية إلى فضاء أزرق زادته الصور باستعمال تكنولوجيات الاعلام الحديثة رونقا وجمالا، مما أغعطى جوا مشابها للأجواء التي تجرى فيها الانتخابات الأمريكية.بوتفليقة يجمع شخصيات من النقيض إلى النقيض.. القاعة البيضاوية تلونت بالألوان والأطياف السياسية والجمعوية والنقابية ومن كل ربوع الجزائر ومن الجالية الجزائرية بالخارج. وما ميز حفل إعلان رئيس الجمهورية ترشحه لانتخابات التاسع أفريل المقبل حضور الكثير من الوجوه والشخصيات والتي يحمل تلبيتها لدعوة الرئيس أكثر من رسالة والتي كان منها الوجوه التاريخية بلعيد عبد السلام، يوسف الخطيب وياسف سعدي والسعيد عبادو، زهرة ظريف، بيطاط، عبد الرزاق بوحارة وكذا الضباط السابقون للجيش الوطني الشعبي يتقدمهم اللواء المتقاعد محمد العماري الذي جلس متوسطا عبد العزيز زياري وبلعيد عبد السلام، الرئيس الأسبق للحكومة والوزير الأسبق للصناعة في عهد الرئيس الراحل هواري بومدين والجنرال المتقاعد محمد تواتي والرجل القوي في عهد الرئيس السابق اليامين زروال محمد بتشين والجنرال المتقاعد بوغابة. في حين توزع الطاقم الحكومي في القاعة، حيث جلس عبد العزيز بلخادم الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني في الشق الثاني وجلس عبد العزيز زياري وعبد القادر بن صالح رأسا الغرفتين السفلى والعليا في الجهة الأخرى بمعية أبوجرة سلطاني. ومن الوجوه الرياضية التي حضرت كل من محمد رواروة وعبد الحميد حداج ورؤساء عدة فرق رياضية، على غرار عبد الحكيم سرار وموح شريف حناشي والسعيد عليق وعبد الكريم مدوار وقرباج وأعضاء فريق جبهة التحرير الوطني ونجوم فريق 1982 يتقدمهم لخضر بلومي ومصطفى كويسي وعلي بن الشيخ وعمار بتروني، ووجوه فنية كالحاج الغافور ومحمد العماري وعبدالله مناعي والشابة الزهوانية. في حين فضلت وزير الثقافة خليدة تومي الجلوس في الصفوف الخلفية كما فضل الوزير السابق للرياضة البروفيسور يحيى فيدوم الجلوس في المدرجات مع أصدقائه يتقدمهم وزير المالية الأسبق عبد الكريم حرشاوي. ومن عائلة رئيس الجمهورية حضر شقيقه السعيد الذي اختار الابتعاد عن الأضواء في حين فضل شقيقه عبدالرحيم، الأمين العام لوزارة التكوين المهني الجلوس في الصفوف الأمامية في القاعة.واختار مدير حملة الرئيس عبد المالك سلال بمعية مساعديه عبد السلام بوشوارب وحمراوي حبيب شوقي الوقوف أمام المنصة ومتابعة الأمور وتوجيه التعليمات للمنظمين.أويحيى الغائب الأكبر في مقابل حضور جميع تلك الشخصيات، بمن فيهم الوزراء، كان الوزير الأول أحمد أويحيى هو الغائب الكبير إلى جنب وزير العدل الطيب بلعيز وكاتب الدولة المكلف بالاتصال عز الدين ميهوبي. وحسب مصادر سياسية، فإن لغياب هؤلاء ارتباط بعضويتهم في اللجنة الوطنية لتحضير الانتخابات الرئاسية، حيث ينبغي أن يقفوا محايدين أمام جميع المرشحين، ومن شأن حضورهم حفل ترشح عبد العزيز بوتفليقة أن يخدش هذا الحياد•