راسل الشيخ عبد الله جاب الله، رئيس جبهة العدالة والتنمية، قيد التأسيس، جميع قدماء حركة النهضة المتوقفين عن النشاط السياسي في شكله التنظيمي· وحسب ما تأكد لدى ”البلاد”، فإن الشيخ عبد الله جاب الله تولى بنفسه تحرير الرسائل ووقعها بخط يده لتحمل في طياتها دعوة خاصة موجهة منه إلى الكثير من القيادات الوطنية والجهوية والمحلية وكذا المناضلين، فضلا عن الكفاءات الوطنية من رجالات الفكر والثقافة والسياسة وغيرها من المجالات الأخرى التي أنتجتها المدرسة الجزائرية، سواء التي لم يسبق لها أن تحزبت أو أنها غادرات أحزابها، حيث دعا جاب الله كل هؤلاء إلى الإسهام في تأسيس الحزب الجديد· كما دعاهم جاب الله إلى إعلان القطيعة مع موقف تجميد النشاط السياسي الذي اتخذ من قبل هؤلاء المناضلين لأسباب مختلفة، ولظروف ربما انقضت مبررات استمرارها، وفي محطات عديدة من المسار السياسي لحركة النهضة التاريخية التي انقسمت إلى ثلاثة أحزاب، خاصة وزن هؤلاء الذين خصّهم جاب الله برسائله، من الذين سجلوا حضورهم السياسي في الساعات الأولى من تاريخ بداية النضال في مرحلة السرية في صفوف حركة النهضة أو جماعة الشرق، كما تسمى في الأدبيات الإسلامية في الجزائر ومنهم مؤسسوها· وعلى الرغم من تعذر الكشف عن الأسماء التي تلقت رسالة جاب الله، إلا أن حصر قراءة مبادرة زعيم جبهة العدالة في توسيع رقعة الحشد قد يكون إجحافا لمسعى الرجل الذي بدا من خلال تصريحاته الإعلامية ومواقفه بأنه قد استفاد من الأزمات السياسية التي تعرض لها منذ تأسيس النهضة، رغم أن الأطراف الفاعلة في كل الأزمات كانت هي الأخرى في أغلبها منتوجا خالصا للنهضة التاريخية، دون أن يفوت جاب الله بأن الأزمات التي عاشها كانت نتاج فإرادات خارجيةف· ومع كل هذا يبقى أحد معاني الحشد وبالأخص في بعده ”الانتقائي” النخبوي حاضرا في رسائل جاب الله، الذي لا يخفى عليه أن كسب رهان إقناع هذه القيادات التي لازالت تحظى بشعبيتها وشرعيتها محليا وجهويا، أمثال مراد زعيمي، الخبير في علم الاجتماع أو حسن كاتب، الدكتور، إضافة إلى جرادي ورميتة وغيرهم من الإطارات الأخرى كعبد القادر مرزوق، عضو مجلس الشورى السابق، الذي رمى المنشفة من حركة النهضة، طبعة آدمي، وغيرهم من الذين قاطعوا النشاط السياسي تنظيميا بما في ذلك الحركة الأم النهضة، كل هذا سيعفي جاب الله من الاستعانة بكوادر أخرى أقل تأهيلا لاحتلال مناصب الواجهة في الحزب الجديد في ساعات الولادة الأولى، المتزامنة مع استحقاقات سياسية مصيرية على ضوئها سيتحدد موقع الحزب من استحقاقات أخرى، خاصة الرئاسية منها· ويستبعد أن يكتفي جاب الله بالرسائل في مثل هذه القضايا المهمة مهما عززها بعبارات مشجعة للالتحاق بالجبهة وخالية من المعاني، سادت في مثل هذه المسائل خلال أزمة الإصلاح والنهضة· ومهما حملت رسائل جاب الله من قوة في الإقناع، إلا أنه يرجح أن يردف الرسائل بلقاءات يباشرها شخصيا في اتجاه هؤلاء الإطارات· فيما لا يستبعد أن يوسع زعيم الجبهة مساعيه باتجاه إطارات أخرى لا تزال في المنطقة الرمادية من الساحة السياسية أملا في إقناعها بالالتحاق بحزبه، خاصة أن القاسم المشترك بين هؤلاء هو البحث عن معارضة قد ينجح جاب الله في تجسيدها·