فتح طرد المالي فريدريك عمر كانوتيه مهاجم إشبيلية في الدقائق الأخيرة من مباراة فريقه أمام برشلونة مساء السبت في الجولة التاسعة للدوري الإسباني، الباب أمام تكهنات وتوقعات عديدة للطرد المفاجئ للاعب عُرف دائماً بانضباطه وأخلاقه العالية داخل الملاعب وخارجها، وكشفت تقارير إسبانية أن شتيمة “عنصرية ودينية” أخرجت اللاعب عن شعوره وتسببت بحصوله على بطاقة حمراء. ووجّه كانوتيه صفعة قوية للاعب برشلونة سيسك فابريغاس في اللحظات الأخيرة من المباراة، الأمر الذي دفع حكم اللقاء لطرده على الفور، وخرج اللاعب المالي وقد بدت علامات الغضب واضحة على وجهه، ما أكد أن ضربه لفابريغاس لم يكن إلا ردة فعل على تصرفات معينة من لاعب برشلونة. وعقب المباراة ركزت وسائل الإعلام الاسبانية المختلفة بشكل كبير على الحادثة، وذكرت صحيفة “ماركا” المقربة من ريال مدريد، أن فابريغاس وجه لكانوتيه “سباباً دينياً” في الدقائق الأخيرة من المباراة المثيرة والتي انتهت بالتعادل السلبي، وهو الأمر الذي تسبب في تطور الأمر إلى مشاجرة بين لاعبي الفريق الكتالوني وخصمه الأندلسي. وقالت الصحيفة نقلاً عن لاعبين في الفريق الزائر، لم تذكر أسماء أي منهم، أن سيسك نعت كانوتيه ب”المسلم الحقير”، وأن هذا هو الأمر الذي أدى لوجود رد فعل عنيف من قبل اللاعب المالي. وكانت بداية الأمر عقب احتساب ضربة جزاء في الدقائق الأخيرة لصالح برشلونة انبرى لها الأرجنتيني ليونيل ميسي إلا أن كانوتيه حاول تشتيت انتباهه بالسير أمام الكرة، ما أسفر عن حصوله على بطاقة صفراء. وعقب تلقي كانوتيه الإنذار ابتعد عن منطقة الجزاء، إلا أن فابريغاس وجه له عبارة ما وعلى أثرها عاد إليه اللاعب المالي وجذبه من عنقه، ما تسبب في نشوب المشاجرة التي انتهت بطرد لاعب إشبيلية وإنذار فابريغاس. لكن دانيال الفيش زميل فابريغاس انبرى للدفاع عن لاعب آرسنال السابق، ونفى توجيه الأخير سباباً عنصرياً لكانوتيه، ونقلت وكالة الأنباء الاسبانية عنه قوله عقب مران الفريق يوم الأحد “لم يتم توجيه أي سباب عنصري، وبالأخص من قبل سيسك لأنه فتى رائع ومن المستحيل أن يقدم على فعل هذا الأمر”. واعتبر اللاعب البرازيلي أن ما أثير بخصوص السباب العنصري عبارة عن محاولة “لتبرير اعتداء كانوتيه على فابريغاس قبل طرده”، وأضاف “إنه تصرف غريب، ولا أقصد فقط الشجار بل ما حدث قبل تسديد ميسي لركلة الجزاء، أعتقد أن كانوتيه شعر بالغضب، ولكن أنا أعرفه وأسامحه على تصرفه”. ويُعرف كانوتيه بأخلاقه الرفيعة ومن النادر حصوله على بطاقات حمراء، وقد تعرض مراراً لهتافات عنصرية، علماً أنه أثار جدلاً واسعاً قبل سنوات حينما كشف عن قميص داخلي كتب عليه كلمة “فلسطين” إبّان الحرب الإسرائيلية على غزة، وذلك عقب تسجيله هدفاً في الدوري الإسباني. وتبرّع كانوتيه لبناء العديد من المساجد والمعاهد الدينية في بلده مالي، وكذلك في إسبانيا نفسها، وكذلك قيامه بالعديد من النشاطات الخيرية، بينما رفض قبل عدة سنوات ارتداء قميص جديد لفريقه إشبيلية كونه يحمل دعاية لشركة إسبانية مختصة بصناعة الخمور.