جميل أن ترى لاعبا متألقاً ، ويقدم مستوى متميزا لكن الأجمل والأروع أن لا تؤثر عليه أضواء الشهرة ويظل ملتزما بعاداته وتقاليده التى نشأ عليها وفريدرك كانوتى واحد كانوتي أثناء تأديه فريضة الصلاه من هؤلاء اللاعبين.يوما بعد يوم يثبت المالي الدولي فريدرك كانوتي مهاجم فريق اشبيلية الاسباني انه لاعب من طراز فريد بعدما استطاع فى فترة وجيزة وان يحعل لنفسه كاريزما معينة جعلته محط انظار الجميع سواء من زملائه او من الصحافة الاسبانية التى دائما ما تحاول أن ترصد كل شيئ عنه. لقد تمكن كانوتى طيلة الفترة التى قضاها مع زملائه فى الفريق الاسباني أن يكتسب احترامهم ، نتيجة محافظته على عاداته ، وتقليده التى نشأ عليها إلى جانب تألقه الكبير فى الدوري الاسباني ، إذ يحتل حاليا اللاعب المركز الخامس فى صدارة هدافى البطولة بالمشاركة مع كل خوان ارناجو لاعب ريال ماريوركا ، وزميله فى الفريق لويس فابينو. وعلى الرغم من الهزيمة التى تلقها اشبيلية أمام ريال مايروكا فى الفترة الاخيرة واحتلال الفريق المركز ال11 حتى الأسبوع العاشر فى البطولة الاسبانية هذا الموسم ، الا انه لا يزال خير مثال للاعب المسلم فى اوروبا. يقطع التدريبات ويؤدي الصلاة في غرف تغيير الملابس ويقوم كانوتى يوميا بقطع تدريبات فريقه ، ويتجه لغرفة تغيير الملابس ويؤدي فريضة الصلاة ، ثم يعود بشكل طبيعي لإكمال حصته التدريبية اليومية ، مما أدى إلى اندهاش زملائه وإعجابهم به فى نفس الوقت من الطريقة التى يسير عليها فى حياته. كما ان هناك حادثة شهيرة فى العام الماضى جعلت البعض يؤكد أن اللاعب المالى ربما اقترب رحيله من النادى ، بعدما رفض لبس قميص فريقه خاليا من شعار الشركة الراعية لأنها تروج لشركة قمار ، حتى لا يكون مخالفاً للدين ، لكن النادي الاسباني فاجأ الجميع وتفهم رغبته ورضخ لطلبه. وعلل ذلك حينها قائلا "أنا مسلم، ومطالب بالالتزام بتعاليم الدين والمشروبات الكحولية والمقامرة من أفعال الشيطان القذرة وهي محرمة في القرآن".وان دل تصرف كانوتي هذا فإنما يدل على حسن أخلاقه ، وسماحة الدين الإسلامي ويسره إلى جانب افتخاره بالديانة التي يعتنقها في الوقت الذي يتواجد في بلد ديانتها الأساسية المسيحية ضارباً بذلك عرض الحائط بما يقوله عنه الناس والإعلام. يدعو الله دائما بعد تسجيله لكل هدف ومن ضمن الأشياء التى لفتت أنظار الجميع عندما قام اللاعب عقب لقاء ريال مدريد فى الموسم الماضى بتوبيخ احد الصحفيين الذى سأله بسخرية عن ديانته "ماذا تعرف عن الدين الإسلامي الذي تعتنقه ، ليرد عليه أنت صحفي جاهل ولا تعرف شيئا عن الإسلام".وقال المهاجم المالي "عندما يسألك مغفل مثل هذا السؤال فردك سيكون قاسيا حتما، فهو لا يعرف الدين الإسلامي وما يحمله من معان سامية ورحمة، وفوق هذا يسأل بتهكم وسخرية عن معرفتي بهذا الدين". وشهدت المباراة وقتها تألقا لافتا لكانوتي الذي أحرز هدف التعادل لفريقه بعد أن كان الريال تقدم بهدف الانجليزي ديفيد بيكهام، وقد رفع اللاعب يديه بالدعاء شكرا لله كما يفعل في معظم مبارياته وهو ما دفع الصحفي الاسباني لطرح سؤاله عقب انتهاء اللقاء.ومن أهم ميزات فريدريك كانوتي البنية القوية التي يتمتع بها فهو يجيد اختراق الدفاعات ، وكذلك فإن غالباً ما يتفوق على خصومه في الاحتكاك البدني ، ويتميز بانضباط كبير على أرض الملعب ، وقد يكون كانوتي ليس رونالدو وليس هنري إلا أنه هداف أثبت نفسه بقوة. يحب كثيرا الجزائر ويحتفظ عمر فردريك كانوتي بذكريات جميلة عن الجزائر حيث تعد محطته الاولى التي لبس من خلالها ثوب منتخب مالي قبيل نهائيات كاس افريقيا بتونس 2004. ففي ديسمبر من سنة 2003 حمل كانوتي الوان منتخب بلاده في مواجهة المنتخب الجزائري على ملعب 5 جويلية، والتي انتهت بتفوق المنتخب رالمالي بهدفين دون مقابل حمل احد الأهداف توقيعه. وحينما سألته آنذاك عن ما يعرفه حول الجزائر قال " اعرف كل شيء، لقد عشت في فرنسا وكان لدي احتكاك بالجالية الجزائرية، ووالدي من مالي وهو بلد مجاور للجزائر، واعتز بمعرفة كل ماهو جزائري لطيبة أهله، ولأنه بلد مسلم". حينها سألته هل أنت مسلم؟ رد بحماس شديد أنا مسلم وأؤدي واجباتي الدينية بانتظام. وفي نهائيات كاس إفريقيا بتونس التف المصورون بالقرب من غرف تغيير الملابس للمنتخب المالي وهم يلتقطون صورا للاعب وهو يؤدي الصلاة، وبإجادة تامة. ويقول عن قصة حياته في حديث سابق للشروق " أنا من أب مالي هاجر إلى فرنسا ومن أم فرنسية، ولذلك تجد اسمي مركبا بين اسمي عمر الذي أطلقه علي والدي وفريديك". وكان كانوتي يلقب باسم "فريدي" في فريقه السابقين ليون وتوتنهام، حيث غادر هذا الأخير بعد أن شعر ببعض المضايقات وهو يؤدي واجباته الدينية". ويعد كانوتي من اللاعبين المميزين في نادي اشبيلية حيث قاده الى عدد من الالقاب المحلية والأوروبية في الموسمين الماضيين، كما انه يحتل الآن صدارة ترتيب الفرق العالمية. يوسف.ب