رغم أن الحديث في أروقة بلدية بعطة يدور حول التخطيط لحملات انتخابية في إطار سياسة شحذ الأصوات، إلا أن الوعود التي ما فتئ يقدمها الأميار المتعاقبين على سدة حكم هذه البدية النائية لا تزال رهينة أدراج مكاتبهم التي ضاقت ذرعا بمعاناة السكان وأقحمت القرويين في مسلسل طالت حلقاته تتقاسم فيه أدوار البطولة الفقر والعوز والحرمان· ولايزال سكان بلدية بعطة الواقعة أقصى شمال شرق ولاية المدية ينتظرون المشاريع التنموية التي بموجبها وبموجب وعود اقتطعوها ببرمجتها، عادوا لمداشرهم بعد أن أجبرهم جحيم الإرهاب والعشرية السوداء على مغادرة القرية بحثا عن الأمن الذي نشدوه في سهول المتيجة· بعطة تتجرع اليوم مرارة إرهاب من نوع آخر، استهدف مشاريعها التنموية ووصمها بالعقم، حيث تفتقر هذه البلدية لأدنى ضرورات الحياة الكريمة، إلى جانب غياب شبه كلي للمرافق الثقافية، باستثناء الملعب الجواري الذي يعتبر الوجهة الوحيدة لشباب المنطقة للترفيه، خصوصا البطال، لاسيما مع الانتشار الرهيب لهذه الظاهرة، حيث نجد أغلب الشباب يمارسون التجارة في أسواق بني سليمان أو الفلاحة في سهول المتيجة، حيث يضطرون للتنقل بحثا عن مصادر الرزق في ظل إعراض المشاريع التنموية عنهم التي من شأنها رفع الغبن عنهم، إلى جانب تدعيمهم بحصص السكن الريفي التي قد تمكنهم من الاستقرار ببلديتهم وممارسة الفلاحة بأراضيها، فضلا عن توصيل منازلهم بشبكة المياه والكهرباء· وكان السكان في لقاء مع ”البلاد” قد أعربوا عن أملهم في زيارة لوالي الولاية من شأنها تغيير الوضع وضمان عودة الحياة للمنطقة وتشجيع السكان على الاستقرار بها·