اتهم وزير الخارجية السوري وليد المعلم أمس، الدول العربية ب”رفض الاعتراف بوجود جماعات مسلحة إرهابية” في سوريا، وقال في مؤتمر صحفي عقده في دمشق غداة فرض عقوبات اقتصادية على سوريا من قبل مجلس الجامعة العربية ”إنهم يرفضون الاعتراف بوجود جماعات مسلحة إرهابية تمارس الجرائم والخطف والتقطيع”، مضيفا أن عقوبات الجامعة العربية أوصدت الباب أمام حل الأزمة، وأن بلاده بذلت كل جهد للوصول إلى حل للأزمة· وقال المعلم ”كما وعدتكم في مؤتمرنا السابق أننا لن نترك نافذة إلا ونحاول الولوج منها حرصا على العمل العربي المشترك، لكنهم بالأمس وبالقرار الذي اتخذوه أغلقوا هذه النوافذ”· وأوضح ”وزير خارجية الأسد” أن الدستور السوري الجديد يتضمن التعددية الحزبية ويلغى المادة الثامنة التي تعتبر أن حزب البعث الحاكم هو الحزب القائد· وفي الأثناء، قال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه إن أيام النظام السوري باتت معدودة، وذلك عقب فرض جامعة الدول العربية عقوبات اقتصادية على سوريا، اعتبرتها بريطانيا ”خطوة لإنهاء صمت الأممالمتحدة”، وتعهدت تركيا بالالتزام بها، بينما نددت بها دمشق ووصفتها بالأمر المؤسف· وأوضح جوبيه في تصريحات إذاعية له أمس ”إن أيام النظام باتت معدودة فهو في عزلة تامة اليوم”، مضيفا أن الأمور تتقدم ببطء، لكن هناك تقدما منذ اتخاذ الجامعة العربية، التي تتمتع بدور ملموس، قرارا بفرض مجموعة من العقوبات ستزيد من عزلة النظام السوري· وعبر جوبيه عن أمله ألا يتم استبعاد فكرة إقامة ممرات إنسانية آمنة لأنها ضرورية، مشيرا إلى أنه سبق وأقيمت مثل هذه الممرات في أماكن أخرى وهي السبيل الوحيد للتخفيف على المدى القصير من معاناة المدنيين السوريين· وأكد أنه لا علم لديه برفض الأممالمتحدة للاقتراح، قائلا ”إنه طلب قدمه المجلس الوطني السوري وليس فكرة تقدمت أنا بها”، مذكرا بأنه طلب من المنظمة الدولية والجامعة العربية درس الاقتراح· وفي السياق ذاته، قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ تعليقا على قرار الجامعة ”إن هذا القرار غير المسبوق بفرض عقوبات يظهر أنه لن يتم تجاهل إخفاق النظام المتكرر بتنفيذ وعوده، وإن هؤلاء الذين يرتكبون تلك الانتهاكات المروعة سوف يحاسبون”، مضيفا أن بلاده تأمل أن تساعد هذه الخطوة على إنهاء ما وصفه ب”صمت الأممالمتحدة على الأعمال الوحشية المستمرة التي تحدث في سوريا” بعد أن أحبطت روسيا والصين جهودا غربية لإجازة قرار في مجلس الأمن الدولي بشأن سوريا· واستبعدت بريطانيا والصين مرارا شن هجوم عسكري على سوريا، وقال دبلوماسي غربي إن بإمكان الرئيس السوري بشار الأسد الآن الاعتماد على دعم الصين وروسيا في الأممالمتحدة، ولكن الدولتين قد تغيران مواقفهما إذا زاد الأسد من القمع وإذا شنت الجامعة العربية حملة للتدخل الدولي· من ناحية أخرى، قالت لجان التنسيق المحلية في سوريا إن أربعين مدنيا على الأقل قتلوا في اليومين الماضيين بنيران الأمن، في وقت دعت فيه قطر والبحرين رعاياهما إلى مغادرة البلاد بسبب تدهور الوضع الأمني· وسقط معظم القتلى الذي كان أحد أعنف أيام الاحتجاجات، في حمص ”وسط” التي باتت بؤرة للمظاهرات ضد نظام الرئيس بشار الأسد· وحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان الواقع مقره في العاصمة البريطانية لندن، فإن أربعة من قتلى حمص سقطوا في حي الخالدية، حيث اعتُقل أيضا، وفق الهيئة العامة للثورة، أكثر من سبعين شخصا·