كشف لخضر بومدين الجزائري المرحل المزيد من معاناة يوميات غوانتنامو وحكايات القهر والشقاء التي عاشها طيلة سبع سنوات في ظل ''العدالة الأمريكية'' مثلما كان يرددها الرئيس السابق جورج بوش. وفي حديث لقناة ''الجزيرة'' كشف لخضر بومدين عن تفاصيل قال عنها إنها مروعة، مضيفا أن أشر أنواع العذاب التي ذاقها كانت تلك التي تمس عقيدته الإسلامية. وقال معتقل غوانتنامو: ''أعطوني فرشة فيها برازا قديما وقيء لمعذبين سابقين في المعتقل، و قالوا لي هذه الفرشة استعملها للصلاة فإنها تصلح لذلك''. وكذّب لخضر بومدين، بكل مرارة، ادعاء الحكام الأمريكيين احترامهم للدين بالقول: ''زعم الأمريكيون أنهم يحترمون الدين الإسلامي وتركوا المعتقلين يمارسون واجباتهم الدينية بكل حرية، هذا كذب ولا أساس له من الصحة''، مضيفا ''لم يحدث أن مارسنا شعائرنا بكل حرية ودون إهانة وإذلال''. وواصل بومدين سرد العذاب والقهر اللذين عاشهما، مذكرا باستعمال ألوان شتى طرق التعذيب مثل استعمال الممرضين لأنبوب من أجل معاينة الأنف، ولكن على طريقة غوانتنامو. لكن الممرض على حد قول بومدين ''يتعامل مع الأنبوب وكأن غشاء الأنف جدار حجري''. وتعد خرجة لخضر بومدين هذه الخرجة الإعلامية الثانية في ظرف أسبوع بعد الحوار الذي أجرته معه صحيفة ''لوموند'' الفرنسية، أورد فيها تفاصيل عن يومياته في أشهر وأصعب معتقل في العالم. ''أستيقظ عند الساعة الخامسة فجرا للصلاة ثم أُعاد إلى الزنزانة، ليأتي الحراس بعد ذلك عند الساعة السادسة ليأخذوني إلى قاعة، حيث كنت أجبر على الجلوس على كرسي وأنا مقيد اليدين والرجلين، ثم يبدأ تغذيبي قسريا باستخدام أنبوب يدخل عبر الأنف''. و''كنت لا أتحدث مع أحد ولا أقابل أيا من السجناء الآخرين''. ويضيف ''رغم ما عانيناه من تجاهل ومعاملة وحشية لم نيأس من رحمة الله، وفعلا لم يخب ظني في الله وجاء الفرج''. كما تحدث الجزائري، الذي استقبلته السلطات الفرنسية، عن أسوأ ذكرى له بالقول ''لقد أخضعوه للتحقيق 16يوما بلياليها في عملية استنطاق عنيفة لا يتوقفون ساعة بين التحقيق والتحقيق''. وكان لخضر بومدين يعلق في غرفته قميصا كتب عليه ''بومدين 2 بوش صفر'' في إشارة إلى إضرابه عن الطعام أكثر من عامين، وذلك منذ فيفري 2006حتى خروجه من السجن قبل أيام. ولم يقبل، حسب قوله، تناول الطعام إلا مرتين، الأولى يوم فوز باراك أوباما برئاسة الولاياتالمتحدةالأمريكية تعبيرا عن سروره بخسارة جون ماكين، والثانية عندما أعلن القضاة براءته. ونتيجة لذلك فهو يعتز بمقاضاة سجانيه.