أعاب الناقد السينمائي المغربي أحمد بوغابة في حديث ل”البلاد” التغييرات الجذرية التي طرأت على الدورة الخامسة لمهرجان وهران للفيلم العربي، تعلقت بمحافظه والخط الافتتاحي للتظاهرة وتسميتها وحتى استبدال الجائزة وشكلها بأخرى جديدة· وقال محدثنا الذي يشارك حاليا في الدورة، إن ما حدث لن يكون في صالح المهرجان ولا في صالح السينمائيين، كما أن استمرار هذه التغييرات في كل دورة من شأنه أن يصعب على النقاد مهمتهم في التقييم والحكم على سير فعاليات هذا الحدث الفني والثقافي· ودعا بوغابة في الوقت نفسه إلى ضرورة بقاء إدارة واحدة للمهرجان مستقرة في برنامجها على المدى القريب والبعيد، إلى جانب الإبقاء على توقيت تنظيم مستقر وواضح· وتحدث ضيف المهرجان الذي تعود على المشاركة في دوراته، عما تشهده الساحة السياسية العربية من حراك قال إنه تسبب في إنتاج ما سماه ب”سينما اللحظة” التي ستظهر ملامحها جيدا بعد حوالي ثلاث سنوات، موضحا أنها تبقى مجرد أفلام توثيقية لا يمكن تصنيفها ضمن أي إطار سينمائي لأن ذلك يتوقف على الإبداع· وعاد بنا المتحدث ليطرح مشكل قاعات السينما التي اعتبرها أهم مرحلة في العمل السينمائي كونها المحطة الأخيرة التي تربط المشاهد بالعمل المبدع؛ فعدم تجهيزها يؤثر سلبا على نجاح الفيلم حتى إن كان فيه إبداع ومجهود· وانتقل بعدها للحديث عن أهمية الصناعة السينمائية المغاربية والجزائرية على وجه التحديد بالرغم من عدم انتشارها، رافضا بشدة الفكرة التي ترى أن صعوبة اللهجة هو ما يعيق انتشار السينما الجزائرية، مضيفا ”هذه أكذوبة مصرية تكشف عن عقدة سينمائية اتجاه نجاح الأعمال المغاربية والجزائرية حتى يحموا إنتاجهم من التلف أو التراجع أمام المنافسة· وتساءل بوغابة هنا ”لماذا نحن نفهم كل اللهجات العربية؟·· اقترحنا على المصريين نحن المغاربة أن نترجم لهم ما نقول في أفلامنا من خلال سوتيتراج، غير أنهم رفضوا لأنهم لا يريدون الاقتناع بوجود سينما مغاربية تنافسهم بل وتتفوق عليهم في كثير من الأحيان ووقائع سنوات الجمر خير دليل”، كما جاء على لسانه· من ناحية أخرى، توقف الناقد المغربي أحمد بوغابة عند ما تشهده الساحة العربية وصعود ”التيارات الإسلامية” إلى الحكم بعد سقوط بعض الأنظمة، معتبرا هذا ”موضة” صنعها النموذج التركي والذي زكاه الغرب ورأى أنه النموذج الذي يمكن التعامل معه إذا طبق في الأقطار العربية· ورغم ذلك، يرى المتحدث أن هذا سيوجد نوعا من الصدام كما حدث في تونس التي قامت بثورة مغايرة للنظام السابق، وما حدث مؤخرا، وهجوم بعض ”الإسلاميين” على قاعة ”أفريكا” السينمائية في تونس وضرب المشاهدين وتكسير الزجاج، مما جعل صاحب القاعة يفكر في تحويلها إلى متجر عادي، مضيفا ”هذه الواقعة مثلا لا يمكن أن تحدث في المغرب باعتبار أن الإسلاميين في المملكة يمثلون النظام العام فهم لا يتجرأون على ذلك لوجود سقف هو النظام القائم الذي يحاول أن يكون معتدلا فيما يخص الإسلام والحريات الفردية·· فالإسلاميون في المغرب لا يمثلون المعارضة كما اعتقدوا هم أنفسهم”، على حد تعبيره·