قال الكاتب والفيلسوف الفرنسي برنار هنري ليفي في حوار لقناة ”العربية” إن الحرب في ليبيا لم يكن يريدها أحد باستثناء العقيد الليبي معمر القذافي، مشيرا إلى أن العقيد الراحل هو من خطط للحرب ودبرها في بلاده· وأوضح ليفي أنه لو كان مكان الرئيس السوري بشار الأسد لما غمض له جفن منذ لحظة قتل القذافي· وأوضح ليفي أن القذافي ”هو الذي خطط للحرب ودبرها في ليبيا، أما أنا فقد دعمت حملة الناتو، لأنه كان لا بد من الحرب من أجل منع حمام الدم ومنع قتل المدنيين”· وشدد على أن تحرك الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لم يكن مدفوعا بعامل النفط، بل لمنع وقوع مذبحة أخرى في بنغازي على غرار مذبحة سبرينيتسا، مضيفا ”قد تكون الحملة أفادت ساركوزي داخليا في سياق الانتخابات القادمة، لكن القضية الليبية لم تكن في مقدمة اهتمامات المواطنين الفرنسيين·· دخلت فرنسا الحرب لأن ساركوزي رأى أنها حرب عادلة، وما كان للتحالف الدولي أن يلتئم لولا باريس، فبينما كان أوباما يجلس في المقعد الخلفي وكان كاميرون مترددا تمتع ساركوزي بروح العزم والقيادة”· وأصر الفيلسوف الفرنسي على أن القرار الدولي بالتدخل في ليبيا كان لحماية المدنيين·
ولدى سؤاله فيما إذا كان الهدف من الحرب إسقاط نظام القذافي، أجاب ”لقد تبين أنه طالما ظل القذافي وأنجاله في السلطة، فإن المدنيين سيظلون معرضين للخظر، لذلك كان لا بد من إسقاط نظام القذافي، وقد فعل الشعب الليبي ذلك بمساعدة منا”· وأشار إلى أن قطر هي التي وفرت السلاح للمقاتلين في بنغازي ومصراتة، منوها إلى تواجد قوات برية أجنبية على الأراضي الليبية أثناء المعارك·
من ناحية أخرى، وصل الرئيس السوداني عمر حسن البشير إلى العاصمة الليبية طرابلس ظهر أمس، في زيارة هي الأولى بعد الإطاحة بالعقيد الليبي معمر القذافي· وذكرت وكالة الأنباء السودانية أن زيارة الرئيس السوداني ستستغرق يومين، يجري خلالهما مباحثات مع المجلس الانتقالي الليبي تتركز حول العلاقات بين البلدين والقضايا ذات الاهتمام المشترك· ويرافق البشير في هذه الزيارة وفد رفيع، من أبرز شخصياته وزير الخارجية علي كرتي ومدير جهاز الأمن الوطني والمخابرات محمد عطا وحاكم البنك المركزي محمد خير الزبير· وكان الرئيس السوداني أعلن في شهر أكتوبر الماضي أن الأسلحة التي دخل بها ثوار ليبيا العاصمة طرابلس سودانية 100 بالمائة·