تمكن الروائي الجزائري بشير مفتي من الدخول إلى القائمة القصيرة والنهائية في سباق جائزة ”البوكر” للرواية العربية، وذلك من خلال روايته ”دمية النار” الصادرة عن منشورات ”الاختلاف” و”الدار العربية للعلوم· ناشرون”· وأعلنت لجنة تحكيم الجائزة العالمية للرواية العربية ”البوكر” أمس، عن القائمة القصيرة للجائزة، والتي تضمنت ست أعمال روائية، هي ”عناق عند جسر بروكلين” للروائي المصري عز الدين شكري فشير و”العاطل” للكاتب والروائي المصري لناصر عراق، ورواية ”شريد المنازل” للكاتب اللبناني جبور الدويهي، و”دروز بلجراد” للروائي اللبناني ربيع جابر، ورواية ”نساء البساتين” للتونسي الحبيب السالمي، و”دمية النار” لبشير مفتي· فيما لم تصل القائمة القصيرة أية روائيات نساء على خلاف النسخة السابقة من الجائزة· وكانت القائمة الطويلة التي أعلنت في نوفمبر الماضي قد تضمنت روايتين مصريتين أخريين بخلاف روايتي شكري وعراق وهما ”النبطي” للدكتور يوسف زيدان الفائز بالجائزة في عام ,2009 و”كائنات الحزن الليلية” للروائي محمد الرفاعي· تتكون لجنة تحكيم الجائزة العالمية للرواية العربية هذا العام، من جورج طرابيشي، وهدى المعيني، والإسباني ”غونزالو فرنانديز” والأكاديمية المصرية هدى الصبة، والصحفية اللبنانية مودي جيتار· وفي السياق ذاته، يضع بشير مفتي القارئ في ”دمية النار”، أمام تراجيديا حقيقية يفتح بها أقفالا مغلقة في سراديب مظلمة عاشتها الجزائر في سبعينيات وثمانينيات هذا القرن، حين التقى الروائي بطل روايته ”السيد رضا شاوش” عام 1985 عندما ”حدث الانفجار الذي هزّ البلد بأكمله، وكان البطل قد أنهى لتوه دراسته الجامعية حينما بدأت تحدث الاغتيالات العجيبة في صفوف المثقفين، ثم راحت أخبار الانفجارات التي تقع في كل مكان من هذه الأرض”· وترصد الرواية، وفق تقرير للناقدة منى الشرافي نشر بجريدة ”الحياة” اللندنية، ذلك التحول الكبير والخطير، الذي طرأ على شخصية المواطن الجزائري رضا شاوش، في فترة السبعينات والثمانينات من القرن الماضي فنقلته من طور الشخصيّة المستسلمة والمسالمة، إلى طور الشخصية الشريرة ذات الوجه المخيف، الذي خلت من ملامحه الروح··· فعكسته مرآته حين أضاع هويته النفسيّة تحت أنقاض إرادته التي أسدلت ستارها على إنسانيته وسلبته ذاكرته البريئة، فوصل إلى قناعة ب”أن الإنسان لا يقدر على تحمل بأنه مهان في بلده، محتقر، وضعيف، ولا شيء يسنده عندما تضيق به الطرق وتسد في وجهه الأبواب”، فحوّلته إلى رجل آخر يمتص دماء الآخرين ويزهق أرواحهم كي يعيش· فها هو يعبّر عن نفسه قائلا ”صرت الشر، ودمية الشر، صرت الشيطان، ودمية الشيطان، صرت تلك النار اللاهبة والمستعرة، النار الحارقة والمسعورة، صرت مثل دمية النار، تحرق من يمسكها”