أدرجت رواية ''دمية النار'' لبشير مفتي في القائمة الطويلة التي تتنافس على الجائزة في دورة 2012 وتضم 13 رواية، تم اختيارها من بين 101 رواية مشاركة من 15 بلداً تم نشرها في الأشهر الاثني عشر الماضية. ويضع بشير مفتي القارئ أمام تراجيديا حقيقية يفتح بها أقفالاً مغلقة في سراديب مظلمة عاشتها الجزائر في سبعينيات وثمانينيات هذا القرن، حين التقى الروائي بطل روايته ''السيد رضا شاوش'' عام 1985 عندما ''حدث الانفجار الذي هزّ البلد بأكمله، وكان البطل قد أنهى لتوه دراسته الجامعية حينما بدأت تحدث الاغتيالات العجيبة في صفوف المثقفين، ثم راحت أخبار الانفجارات التي تقع في كل مكان من هذه الأرض". وحسب بعض من قرأ الرواية فربّما يكون بشير مفتي هنا يصوغ تجربته الخاصة في مواجهة التبعية والاستقلال الثقافي ليضع أمام القارئ سيرورة الأحداث في حركتها التاريخية والمجتمعية وبناء كينونتها الخاصة إزاء المؤثّرات المختلفة التي تجعل القاص في مواجهة بنى السلطة السياسية والاجتماعية، وتلك مهمة نضالية للمبدعين العرب، حيث وضعت الأحداث السياسية وما رافقها من بؤس وتفسّخ اجتماعي وضياع للشباب العربي الأدباء أمام مسؤولية في الاستقلال عن الخطاب الايديولوجي المهيمن وإسماع أصوات الذات المقموعة، والانغماس في قضايا الواقع والتباساته، ولا شكّ أنّ مضمون الرواية هو محاولة لاستنطاق الماضي.. صراع البشر أو بالأحرى صراع الأقوياء، وعدم الجرأة على مخالفة قانون الأمر الواقع، الذي يقع تحت وطأته الضعفاء وكيف يتحول الإنسان إلى شخصاً آخر. وحسب نفس المصدر فإنّ ''دمية النار'' هي أكثر من رواية، هي ذلك العبث الملحمي لواقعنا العربي الذي بقيت رموزه حية تتلاعب بمصائر الشعوب، من سيعيش ومن سيموت، ومن سيحرق بدمية النار الآخرين ليجلس على أنقاضهم، فهذه هي قوانين اللعبة، لعبة الكبار والدمى التي يحركونها في شرقنا بحسب مصالحهم، حيث باتت مجتمعاتنا قابعة تحت جمرة من نار يشعلونها متى شاؤوا وفي أي وقت يريدون، أما نحن المتلقون للصدمات أصبحنا أمام ملهاة أكثر منها مأساة لا تؤدي إلى أي يقين. في صعيد متّصل؛ ينتمي الكتاب الثلاثة عشر المرشحون للقائمة الطويلة من سبعة بلدان عربية مختلفة، حيث تناصفت كل من مصر ولبنان ثمانية كتاب، وتوزع باقي الكتاب على كل من الأردن، سوريا، العراق، الجزائر وتونس، وتسلّط عدد من الروايات الضوء على الحرب اللبنانية، في حين تتناول روايات أخرى مواضيع شائعة مثل التشرد على وتيرتين سواء من فقدوا أحبة في صغرهم أو المغتربين العرب، إضافة إلى التحديات التي يواجهها الناس في إعادة اكتشاف الجذور والبحث عن الهوية. ومن الروايات التي تم اختيارها للقائمة الطويلة لدورة عام ,2012 رواية ''النبطي'' للروائي يوسف زيدان، الذي فاز بالجائزة العالمية للرواية العربية عام 2009 عن روايته ''عزازيل''، كما ينضم إليه في القائمة ثلاثة كتاب آخرين ترشّحوا للقائمة القصيرة في دورات سابقة للجائزة وهم جبور دويهي، الذي وصلت روايته ''مطر حزيران'' لدورة العام ,2008 والحبيب السالمي، الذي ترشحت روايته ''روائح ماري كلير'' لدورة العام ,2009 وربيع جابر الذي ترشحت روايته ''أمريكا'' لدورة العام ,2010 في حين تم ترشيح رواية الكاتب عز الدين شكري فشير ''غرفة العناية المركزة'' للقائمة الطويلة لعام .2009 وتضم روايات القائمة الطويلة ,2012 ''سرمدة'' للسوري فادي عزام، '' تبليط البحر'' للبناني رشيد الضعيف، ''شريد المنازل'' للبناني جبور الدويهي، ''روز بلغراد'' لربيع جابر، ''عناق عند جسر بروكلين'' للمصري عز الدين شكري فشير، ''تحت سماء كوبنهاغن'' للعراقية المقيمة بالدنمارك حوراء النداوي، ''العاطل'' للمصري ناصر عراق، ''حقائب الذاكرة'' للبناني شربل قطّان، ''كائنات الحزن الليلية'' للمصري محمد الرفاعي، ''نساء البساتين'' للتونسي الحبيب السالمي، ''رحلة خير الدين العجيبة'' للأردني ابراهيم زعرور و''النبطي'' للمصري يوسف زيدان.