أعلنت لجنة تحكيم جائزة “البوكر” للرواية العربية عن القائمة الطويلة للأسماء التي تدخل غمار المنافسة في دورة 2012. وتمكن الكاتب الجزائري بشير مفتي من دخول القائمة من خلال روايته “دمية النار” الصادرة عن منشورات “دار الاختلاف”. ويروي هذا العمل “القلق الوجودي” لشخصية “رضا شاوش” ومساراتها ومحطات تحولها، وذلك في قالب شهادة اعتراف على مرحلة تاريخية وكشف أسرار تدبير شؤون حياة الوطن والمواطنين من قِبَلِ جماعة متحكمة في الخفاء، حيث يساهم “القلق الوجودي” في بلورة مفهوم “الرواية” التي تعتبر سردا لسيرة ذاتية من خلال أسلوب السرد المناسب. وأوضح بشير مفتي في حديث ل”البلاد” أنه لم يتوقع دخوله القائمة وكان آخر من سمع بالأمر، معتبرا أن ذلك يمثل “تتويجا للرواية الجزائرية بالدرجة الأولى”. ويدخل مفتي المنافسة إلى جانب 12 روائيا آخرين ممثلين عن سبعة دول عربية، حيث تناصفت مصر ولبنان ثمانية كتاب ليتوزع بقية الكتاب على كل من الأردن وسوريا والعراق وتونس. وتسلط عدد من الروايات الضوء على الحرب الأهلية اللبنانية، في حين تتناول الروايات الأخرى مواضيع مهمة مثل ظاهرة التشرد والتحديات التي يواجهها الناس في إعادة اكتشاف الجذور والبحث عن الهوية. ومن الروايات التي تم اختيارها للقائمة الطويلة لدورة عام 2012 رواية “النبطي” للروائي يوسف زيدان الفائز بالجائزة العالمية للرواية العربية عام 2009 عن روايته “عزازيل”، فيما ينضم إليه في القائمة ثلاثة كتاب آخرين ترشحوا للقائمة القصيرة في دورات سابقة وهم جبور دويهي صاحب رواية “مطر حزيران” والحبيب السالمي “روائح ماري كلير” المرشحة لدورة 2009، إلى جانب الروائي اللبناني ربيع جابر صاحب رواية “أمريكا”، في حين تم ترشيح رواية الكاتب عز الدين شكري فشير “غرفة العناية المركزة”، وذلك وفقا لاختيار لجنة تحكيم مؤلفة من خمسة خبراء في مجال الأدب العربي سيتم الإعلان عن أسمائهم لاحقا. وفي السياق ذاته، تضم روايات القائمة الطويلة رواية “سرمدة” للروائي السوري فادي عزام و”تبليط البحر” للبناني رشيد الضعيف و”شريد المنازل” لجبور الدويهي، في حين اختيرت رواية “دروز بلغراد” لربيع جابر و”عناق عند جسر بروكلين” لعز الدين شكري من مصر، فيما يشارك العراقي ناصر عراق برواته “العاطل”. ويشارك العراقي حوراء النداوي برواية “تحت سماء كوبنهاغن” واللبناني شربل قطان ب”حقائب الذاكرة” والمصري محمد الرفاعي ب”كائنات الحزن الليلية” والتونسي حبيب السالمي ب”نساء البساتين”، بالإضافة إلى رواية “رحلة خير الدين العجيبة” للأردني إبراهيم زعرور، في حين سيتم الاعلان عن القائمة القصيرة لاحقا. من ناحية أخرى، أكد رئيس لجنة تحكيم جائزة “البوكر” للرواية العربية أن الدورة الخامسة تنعقد في ظل ظروف استثنائية تتمثل في انتفاضات العديد من شعوب العالم العربي ضد أنظمة الاستبداد المتأصلة في أكثر أقطاره منذ عقود، مضيفا “من دون أن نزعم أن الروايات المرشحة لهذه الدورة تنبأت على نحو مباشر بالربيع العربي، فالعديد منها رسم الأجواء الخانقة التي كانت سائدة قبل انفجار تلك الانتفاضات حيث يدخل قارئها إلى العالم التحتي لأجهزة الشرطة السرية وجسد الظمأ إلى الحرية لدى العديد من أبطالها الرئيسين أو الثانويين، منددا في الوقت نفسه بانتهازية المتعاملين منهم مع تلك الأجهزة”.