تشهد بعض البلديات على مستوى عدة ولايات داخلية، حالة طوارئ وغليانا غير مسبوق، بسبب تخوف المسؤولين المحليين من ردود الفعل التي ستعقب الإفراج عن قوائم المستفيدين من الإعانة المالية للدولة الموجهة لسكان الأرياف والمقدرة ب70 مليون سنتيم التي انتظرها مستحقوها منذ أشهر· وعلمت ”البلاد” من مصادر موثوقة، أمس، أن تسريب بعض أسماء المستفيدين من تلك الإعانات ساهم في تأجيج الأوضاع في عدة مناطق ومداشر وقرى عانت كثيرا في فترة الإرهاب وشهدت هجرة جماعية للسكان نحو المدن وأطراف الوديان· وأضافت المصادر أن بعض المسؤولين في تلك البلديات يتخوفون من الإعلان عن القوائم النهائية للمستفيدين من تلك الإعانة عقب الأحداث التي عرفتها ولاية الأغواط الأسبوع الماضي، ومنطقة ”ديار البركة” في بلدية براقي في العاصمة وكذا حي ”ديار المحصول” في بلدية المدنية، إضافة إلى الاحتجاجات التي عاشتها وهران بسبب الإعلان عن قوائم السكن واحتجاج المواطنين على عدم استفادتهم منها فضلا عن عدم الإفراج عن قوائم أخرى سبق لتلك البلديات أن وعدت السكان بالإعلان عنها مع بداية السنة الجديدة· من جهة أخرى، قالت مصادرنا إن صيغة المساعدة المالية لسكان الأرياف التي قررتها وزراة السكن والعمران تعتبر وسيلة لدفع سكان الأرياف إلى الاستقرار في مناطقهم الأصلية بالإضافة إلى حمل العائلات التي سبق لها أن تركت منازلها في فترة العشرية السوداء على العودة مجددا· ونصبت الوزارة على مستوى كل بلدية لجنة خاصة بدراسة الملفات المتعلقة بالمستفيدين بالإعانة بالتنسيق مع المصالح التقنية ومصلحة العمران للدائرة والبلدية، فضلا عن وضع مخطط تقوم بتنفيذه من أجل تسوية الوضعية العقارية للمستفيدين وتسوية شهادة الحيازة وعقود الملكية، وهي العقود التي ستمكن المستفيد سابقا من إعانة 70 مليونا، كما أنها ستمكن الأسر الحاصلة على عقود من إيداع ملف آخر للاستفادة من القروض العقارية التي تمنحها البنوك وصناديق التوفير والاحتياط على المستوى الوطني خاصة أن الإعانات المالية للدولة لا تكفي لإتمام سكناتهم أو الانطلاق في بناء جديد في مناطقهم الأصلية أمام الارتفاع المذهل لأسعار مواد البناء·