واصل مئات المتظاهرين الاعتصام في ميدان التحرير أمس، في وسط العاصمة المصرية القاهرة، وذلك بعد أن تظاهر مئات الآلاف أمس في جمعة أطلقوا عليها اسم جمعة العزة والكرامة· وأحيا المتظاهرون الذكرى الأولى لجمعة الغضب التي كانت من أبرز أيام الثورة المصرية في الثامن والعشرين جانفي .2011 وأكد المتظاهرون على تمسكهم بمطالب الثورة· وطالب المتظاهرون بالتعجيل بتسليم المجلس العسكري السلطة إلى المدنيين ومحاكمة أركان النظام السابق وتطهير مؤسسات الدولة· واكتظ الميدان بأكثر من مائتي ألف انتشروا بمختلف أرجاء الميدان، وأقاموا أربع منصات كبيرة وُضعت عليها مكبرات صوت، ورفعوا عشرات من اللافتات بمحيط الميدان وداخله حملت مطالب المتظاهرين· وردَّد المتظاهرون هتافات ”يسقط يسقط حُكم العسكر” و”قول ما تخافشي·· المجلس لازم يمشي” في إشارة إلى المجلس العسكري، و”ثورة ثورة حتى النصر·· ثورة في كل شوارع مصر”· وأجمعت أغلبية القوى السياسية والثورية المشاركة في مليونية أمس على عدد من المطالب، أهمها القصاص للشهداء ابتداء من ”أحداث 25 يناير” وانتهاء بأحداث مجلس الوزراء، وإجراء محاكمات سريعة للرئيس المخلوع حسني مبارك وأعوانه، والتركيز على دورهم في إفساد الحياة السياسية، ووقف المحاكمات العسكرية للمدنيين، والإفراج عن جميع المعتقلين وتكريم أهالي الشهداء والمصابين الثورة· وفي السياق ذاته، واصل أعضاء في جماعة الإخوان المسلمين الاعتصام داخل الميدان منذ يوم 25 جانفي مع عدد من الائتلافات والقوى الثورية وأتباع التيار السلفي وقوى يسارية واشتراكية· ووقعت اشتباكات بالأيدي بين عناصر من جماعة الإخوان المسلمين ومتظاهرين أصروا على إلغاء لافتات تحمل عناوين الاحتفال بالذكرى الأولى للثورة· ولم تقع إصابات في الاشتباكات التي توقفت بعد رفع عناصر الإخوان لافتة الاحتفال بذكرى الثورة من منصتهم بالميدان·
من ناحية أخرى، استأنفت محكمة جنايات القاهرة أمس، النظر بقضية قتل المتظاهرين السلميين خلال أحداث الثورة المصرية، المتهم فيها الرئيس المصري السابق حسني مبارك وآخرين· وأثبت المستشار أحمد فهمي رفعت رئيس الدائرة الخامسة بالمحكمة بمقرها في أكاديمية الشرطة ببداية الجلسة، حضور المتهمين الذين مثلوا داخل قفص الاتهام وهم بالإضافة إلى مبارك، كل من نجليه علاء وجمال، ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي و6 من كبار معاونيه، فيما سجَّل غياب رجل الأعمال المصري حسين سالم الموقوف حاليا بإسبانيا· وطلب محمد الجندي محامي المتهم حبيب العادلي، من هيئة المحكمة، استدعاء محمد البرادعي المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية لمناقشته والاستماع لأقواله بشأن أحداث 28 جانفي,2011 والمعروفة إعلاميا ب”جمعة الغضب”·