حسابات ومصالح تتقاطع عند نقطة الحاجة إلى إنجاح الانتخابات شرعت الأحزاب المؤسسة حديثا، ودون استثناء بما في ذلك التشكيلات السياسية ذات الانتماء الإسلامي، في رحلة بحث عن مناضلين وإطارات وأصحاب المال من الأثرياء أملا في حشو القوائم الانتخابية وسد الفجوات الهيكلية والتنظيمية على مستوى الولايات الكبرى وعلى رأسها العاصمة بهدف تأسيس المكاتب الولائية للولايات 20 التي بقيت دون هيكلة، باعتبار أن قانون الأحزاب يكتفي بفرض التواجد في 25 ولاية، وهذا دون أن تعير الأحزاب السياسية الجديدة لأدنى اعتبار لعامل الانسجام الفكري والإيديولوجي طالما تقاطعت مصالح مؤسسي هذه الأحزاب وهؤلاء والجزائريين المطلوب ضمهم إلى الأحزاب الجديدة عند نقطة الترشح للانتخابات المقبلة، فضلا عن ارتفاع الطلب الحزبي مقارنة بالعرض النضالي· ومن هذه الأحزاب ما ابتكر فراح يعلن في وسائل الإعلام على من يهمه الترشح أو الانضمام إلى هذا الحزب وبطبيعة الحال دون عرض للشروط المادية التي يمكن أن تظهر عند ما تزف ساعة الفعل· وحسب شهادات حية تلقتها ”البلاد” من عديد المهتمين بالشأن السياسي في الجزائر، فإن عروض الأحزاب السياسية باتت تتهاطل على الواحد منهم من مختلف الأحزاب السياسية التي باتت تلهث وراء من تتوسم فيهم الاهتمام بالشأن السياسي أو الرغبة في الترشح للانتخابات المقبلة، مما جعل هؤلاء المقصودين يترددون في اختيار الحزب الذي ينضمون إليه بحيث اقتصرت حسابات أغلب المناضلين الجدد على المراتب الأولى في القوائم الانتخابية دون إهمال الحسابات الأخرى ذات الصلة بالبعد السياسي العام في الجزائر، حيث ساد الاعتقاد عند هؤلاء المناضلين الجدد أن السلطة لن تتخلى عن نظام الكوطة ولكن على غير شاكلة الانتخابات الماضية إذ يرجحون ”توزيع” المقاعد البرلمانية على كل الأحزاب السياسية التي ستشارك في الانتخابات دون استثناء، مع التفاوت في عدد مقاعد الأحزاب التقليدية والأحزاب الحديثة إذ لا يستبعد أن يصل مجموع الأحزاب التي ستشارك في الانتخابات إلى خمسين حزب وهو ما يجعل هؤلاء الوافدين الجدد إلى الساحة السياسية وكذا الذين سبق لهم أن تعودوا على مغريات النيابة من حصانة وأموال وملبس ومركب وجاه في العهدات السابقة، قبل أن يجدوا أنفسهم دون عنوان سياسي قار بعدما غادروا أحزابهم لخلافات مع زعماء الأحزاب التي كانوا ينتمون إليها أو الذين خاب أملهم في الترشح مرة أخرى في أحزابهم أو في ولاياتهم بالنظر إلى ما زرعوا من بذور النسيان في السنوات الخمس الأولى بمقر إقامتهم يرجحون الاعتقاد بأن حظوظ افتكاكهم مقعدا في البرلمان، فضلا عن حسابات أخرى وقراءات متنوعة أقرب إلى الأماني والرغبات منها إلى القراءات الموضوعية عند هؤلاء، زيادة على ما يولونه من اهتمام لرئيس الحزب وانتمائه الإديولوجي، وما يروج له الشارع الجزائري عن هذا أو ذاك محاولة منهم في تحديد اتجاه الرياح الانتخابية المقبلة واعتقادا بأن بعض هؤلاء الزعماء الجدد الذين أسسوا أحزابا· وفي الجهة المقابلة التقت ”البلاد” العديد من المهتمين بالشأن السياسي والرافضين لكل العروض التي تلقوها من مختلف الأحزاب السياسية قناعة منهم بأن الجزائر اليوم في مرحلة انتقالية وأن الأحزاب التي تأسست بغرض المشاركة في الانتخابات المقبلة هي الأخرى انتقالية ومؤقتة ومحدودة الصلاحية، إذ يتوقع أن تتبخر هذه الأحزاب بعد الانتهاء من الانتخابات التشريعية والبلدية على أقل تقدير، إن لم يكن بعضها ساحة للصراعات التي أصيب بها العديد من الأحزاب خاصة أن مؤسسيها هم نتاج أزمات حزبية سابقة·