عبر الرئيس التونسي، منصف المرزوفي، عن رفضه غلق الحدود بين الجزائر والمغرب· وجاء تصريح المرزوفي خلال زيارته أمس للمغرب كمحطة أولى قبل زيارته الجزائر بعد موريتانيا، قصد تفعيل اتحاد المغرب العربي المرتقب أن يحتفل بذكرى تأسيسه قريبا· وقال الرئيس التونسي منصف المرزوفي، ”إن زيارته التي تبتدئ اليوم للمغرب تسعى للنهوض بالوضع المغاربي ومناقشة سبل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين”· وشدد المرزوفي على ضرورة تفعيل اتحاد المغرب العربي، بدوله الخمس الجزائر وتونس والمغرب وموريتانيا وليبيا، مشبها إياها بأنها ”مثل أصابع اليد الواحدة، التي لا تشتغل إلا بأصابعها مجتمعة، وكل أصبع في حاجة إلى الأصابع الأخرى”· وأشار إلى أن مستقبل هذه البلدان مجتمعة يكمن في الاتحاد المغاربي، معبرا عن امله في فتح الحدود المغلقة بين الجزائر والمغرب· كما أعرب المرزوفي عن ثقته في أن الملك المغربي محمد السادس يدعم الاتحاد المغاربي، وقد عبر له شخصيا عن ذلك يوم اتصل به هاتفيا لتهنئته بمنصبه كرئيس لتونس· كما لمس لدى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، أنه يريد صفحة جديدة في الدفع بالمسار المغاربي إلى الأمام، وهو نفس الاهتمام المتبلور عند المسؤولين الموريتانيين والليبيين· وأوضح المرزوفي أن هناك اليوم تغييرا في العقليات بحكم الربيع العربي، وثمة إعادة تقييم ووعي بأن قضية الصحراء لا يمكن أن تشكل عائقا في وجه اتحاد المغرب العربي، ملمحا إلى إمكانية إيجاد حل لها· وقال إنه في ظل المناخ الجديد، الذي يسود المنطقة، بفعل استعادة ثقة الشعوب، والنفس الجديد، الذي خلقه الربيع العربي، سوف نجعل من سنة 2012 سنة اتحاد المغرب العربي· وقال المرزوفي في تصريح لقناة ميدي 1 المغربية بخصوص سؤال عن صعود التيار الإسلامي إلى الحكم، كأحد إفرازات الربيع العربي، وتنامي القلق لدى الدول الغربية جراء ذلك، رد المرزوفي أن الديكتاتوريات التي كانت سائدة هي التي كان ينبغي أن تثير قلق الغرب، وليس صعود الإسلاميين، الذين انخرطوا في اللعبة الديمقراطية، معتبرا ذلك بمثابة ”انتصار للديمقراطية”، على حد تعبيره· وقال المرزوفي ”يجب الفصل بين اتجاهين: الظاهرة الإسلامية التي اكتسبتها الديمقراطية وغدت جزءا منها، والنزعة السلفية الجهادية، التي تهدد حقوق المرأة وحقوق الإنسان، ويجب التعامل معها في إطار القانون، أي دون تعذيب، أو محاكمات ملفقة”· وعن سؤال حول توقع مساعدة الدول الغربية لدعم أقطار الربيع العربي، أجاب المرزوفي بقوله، ”إننا لا نستطيع أن نعول على الغرب، اعتبارا لأزماته الاقتصادية وصعوباته المادية”، مؤكدا أن الحل يكمن في الاتحاد المغاربي، وكل دوله الخمس في حاجة إلى السوق المغاربية، وإلى فتح الحدود في هذا الفضاء المغاربي، لأن من شأن ذلك، أن يجعل الناتج المغاربي يرتفع بكيفية آلية·