رفع الرئيس التونسي مستوى التحدي عاليا في مستهل جولته المغاربية التي بدأها بالمغرب في انتظار أن يحل بالجزائر الأحد المقبل، وراهن منصف المرزوقي على جعل السنة الجارية 2012 سنة للوحدة المغاربية مضيفا بأنه يمكن أن يتم التغلب على القضية الصحراوية، أي استبعادها من المجاذبات الثنائية التي تعطل المسار المغاربي، معتبرا من جهة أخرى إغلاق الحدود وما أسماه ب »التقوقع الحدودي والوطنية الشوفينية« ب »العمل الانتحاري«. فضل الرئيس التونسي المؤقت في تصريحات لوسائل إعلام مغربية وعربية الحديث عن الاتحاد المغاربي وليس اتحاد المغرب العربي حتى لا تثار أي حساسيات حول عربية أو أمازيغية الاتحاد المغاربي، وهو موقف دافع عنه هذا المعارض التونسي الشرس الذي وقف في وجه الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي، عن قناعة وإيمان راسخ كما قال في أكثر من مناسبة. وقال منصف المرزوقي للقناة الإذاعية المغربية الثانية، إن هناك إمكانية لتحريك البناء المغاربي في اتجاه الوحدة والاستفادة من الوضع الإقليمي والدولي وما أسماه بالربيع العربي، وأوضح المرزوقي أنه سيعمل على جعل سنة 2012 سنة للوحدة المغاربية، معتبرا أن استمرار غلق الحدود و »التقوقع الحدودي والوطنية الشوفينية هو عمل انتحاري«، ويخفي هذا التصريح غموضا في موقف منصف المرزوقي الذي بدا وكأنه يحمل مسؤولية استمرار الغلق للطرفين الجزائري والمغربي، وهذا من دون الإشارة إلى التطور الذي حصل في العلاقات بين الجزائر والمغرب، والقرارات التي اتخذت على خلفية الزيارة التي قام بها مؤخرا للجزائر سعد الدين العثماني. وأوضح الرئيس التونسي أن الحل يكمن في الاتحاد، مضيفا أن »رهاننا ومستقبلنا كدول خمس هو الإتحاد، لأن الغرب لن يدوم ومساعداته لن تدوم«، وتحدث المرزوقي عما أسماه بالتغيير الذي طرأ على العقليات مع »الربيع العربي« بحيث أصبحت هناك إمكانية كبيرة للتوحد، وهذه قناعة معروفة لدى الرئيس التونسي المؤقت الذي يرى أن الوضع الإقليمي والدولي جد موات لإذابة أكوام الجليد المتراكمة خصوصا فوق العلاقات بين الجزائر والمغرب، وهو ما جعله يضيف قائلا بخصوص قضية الصحراء الغربية »يمكن أن نتغلب عليها وبجانب استعادة الشعوب للثقة في نفسها فالأكيد أننا سنجعل من سنة 2012 سنة للوحدة المغاربية«، فقضية الصحراء الغربية، يضيف المرزوقي، »تظل عائقا أمام الاتحاد وأقترح أن يضع المغرب والجزائر قضية الصحراء الغربية لمدة معينة بين ظفرين حتى يتم بناء الاتحاد«، موضحا أنه سيقدم هذا الاقتراح مع بعض التفاصيل وبتصور جديد للمسؤولين في المرحلة المقبلة. وقال الرئيس التونسي المنصف المرزوقي ل »بي بي سي« أن بدء زيارته بالمغرب على الرغم من أن الجزائر أقرب، فرضته الأجندة الجزائرية، وقال إن المغرب العربي كاليد الواحدة فيه مصالح مشتركة لكل الدول وهذه السنة ستشهد بعث الاتحاد المغاربي، علما أن الرئيس التونسي سوف يحط الرحال بالجزائر الاثنين القادم، ويرتقب أن تتركز محادثاته مع السلطات الجزائرية وعلى رأسها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة حول سبل تفعيل البناء المغاربي ومعالجة الملفات العالقة التي تحول دون عودة المسار المغاربي إلى نهجه الصحيح بما يحقق حلم الاتحاد المغاربي الذي تحدث عنه المرزوقي مطولا.