بالشكل الذي نراه من استفحال وتفشٍ فطري لكائنات انتخابية انتشرت على كافة مستويات الرعي و”التراعي” الانتخابي، فإن موعد العاشر ماي الذي أراده الرئيس محطة بعث ”نوفمبرية”، قد انتهى إلى خواء في الأبعاد والغايات· فالحالة التي وصلنا إليها قبل أن نصل إلى الموعد المنشود، رسخت حقيقة مضحكة على أن الشاذ في الانتخابات القادمة لم يعد في من يقاطع الانتخابات وإنما في من لم يترشح للانتخابات! حين دعا بوتفليقة شعبه العزيز إلى الدخول أفواجا في دين الانتخابات درءا للتدخل الأجنبي ولمحاذير ”الناتو” وما يقصفون في متتالية كلكم ربيع مستقصف، لم يكن يدري أن الأمة ستعتنق عن بكرة ”جدّها” الأول ”نوفمبر” جديدا زايد فيه الشعب على مخاوف رئيسه ليتبني بدلا من استنفار المشاركة المرتجى، نفير الترشح الجماعي الذي أدخلنا إلى موسوعة ”الشعب النيابي” الأول في العالم ·· كلمخص للمآل الذي رست عليه البورصة الانتخابية، فإن الحكومة التي أخذت بيمناها ما كان يسمى غنائم انتخابية وذلك بعدما ألغت ملايير كانت تصرف على لجان الرقابة الانتخابية، قد وجدت نفسها، في ورطة تبضع سياسي مبتذل العنوان وذلك بعدما تصدرت الأحداث ممارسة ”ما أخذ من اللجان يعاد عبر الترشح”· والحالة بشكلها البائس هذا، أفرغت محتوى العاشر ماي كمضمون راهنت عليه السلطة كنوفمبر جديد لمقارعة ”الناتو”، لتجد نفسها والبقية الباقية من ناخبين لم يترشحوا بعد، في ورطة تعرية أطماع شعب عظيم (؟؟)، استعصمه رئيسه في رجاله، فخرج له من كل فج عميق آلاف المترشحين والمتوشحين لأحلام تسوية أوضاعهم الاجتماعية من على ظهر البرلمان· نقطة صدام