البرلمانيات القادمة فتحت الشهية الشعبية على ”مرضعيها” أمام أحلام الربيع و”الريع” البرلماني، حيث التنافس و”الترافس” على أشده، ومن لم يحجز له مقعدا في دكان انتخابي يسمى اعتباطا حزبا سياسيا، فإن حظه في قائمة ”حرة” تأكل من ثدييها أصبح مخرجا شعبيا لجوع الترشح العام· فالشعب الجزائري العظيم الذي لم تخدعه مظاهر الربيع العربي كما يسمى، وجد ضالته في ربيع برلماني، أراد عبره أن يرفع شعار: ”الشعب يريد الصعود إلى البرلمان”··· الهوس الجماعي بالدخول في دين ”الترشح” أفواجا تجاوز الحق المشروع ليتحول إلى ظاهرة تستدعي تحليلا عاجلا لوضع وطن بلغ به التيه ”مبلعه”، فبعد أن أصبح للخضارين قائمة ولغانيات الحي ”قوائم” يرشحن فيها قوامهن المعروف، فإن على الوطن سلام الغابرين والغائبين من مسؤولين نجحوا في تتفيه كل شيء في هذا البلد·· في إحدى ولايات الوطن، فوجئت المصالح الانتخابية بشاب ثوري فشل في أكثر من عملية انتحار في بلوغ موته وهو يقدم ملف ترشحه للبرلمانيات في خطة ذكية للانتحار بدخول البرلمان· ورغم ”غرابة” أن يترشح مشروع منتحر، إلا أن الثابت في هوس الترشح للنيابة البرلمانية في انتظار انتخابات ”الرئاسة” القادمة، أن ذاك الوضع المزري والمتهاوي جعل من الجزائريين إما مشاريع منتحرين أو مشاريع مترشحين وفي كلا الخيارين فإن ”لبلاد هبلت” وهاجس الربيع العربي الذي راوغته السلطة بسياسة التراشي الاجتماعي بأثر رجعي، قد أوقع السلطة ذاتها في شر ربيعها البرلماني بعدما تورط الشعب عن بكرة أبيه و”أمه” في ”ترشح” مفتوح في منافسة الجميع ضد الكل، فأهلا بكم في ربيع: ”نحن هم النابحون فأين هم الناخبون؟” يكتبها: أسامة وحيد