فيساح مراد ل”البلاد”: ”تم إقصائي من قائمة المستفيدين من السكن الاجتماعي” قبيل أشهر قليلة من إحياء الاحتفالات بمرور خمسين سنة على استقلال الجزائر، للأسف هناك من نسي أبناء الشهداء والمجاهدين ممن يلهثون اليوم من أجل الحصول على سكن ويخجلون حتى من قولها، لكن الأجمل أن الذاكرة لا تنسى، فنصف قرن مر على الجزائريين وكأنها ”البارحة”·· الكثيرون من هذه الشريحة الواجب تكريمها باستمرار تعاني في صمت في الجزائر العميقة، نساها الزمن ولكن أعينها مشدوهة في انتظار التفات السلطات المحلية· بعدما ضاقت به السبل لجأ السيد فيساح مراد وهو ابن مجاهد لديه ثلاثة أولاد إلى صحيفة البلاد لتسمع صوته بعدما تم إقصاؤه مؤخرا من قائمة المستفيدين من السكنات الاجتماعية، رغم أنه وضع العشرات من الملفات من أجل الظفر بشقة مثله مثل جيرانه من محدودي الدخل، خصوصا وأنه موظف بسيط في بلدية الجزائر الوسطى، لكنه لحد الآن وقد مرت السنوات لم يلق طلبه صدى من الجهات المعنية· أتمنى أن أحتفل ب50 سنة بعد الاستقلال هل يعقل أن يعرف طلب ابن مجاهد ممن ضحوا على هذا الوطن الرفض أو حتى ينتظر أن يقدم طلبات للحصول عل سكن ؟، سؤال لم يشأ المعني الرد عليه، لكنه قال إن والده قدم تضحيته لأجل تحرير الجزائر لا غير ولكن على الأقل أن تعطى الحقوق لمختلف الشرائح البسيطة في هذا الوطن، مادامت الدولة تقوم بتوزيع السكنات الاجتماعية على مختلف الشرائح البسيطة في الجزائر وبالتالي فمن حقه أن يحصل على هذا السكن الذي أصبح حلما صعب المنال، يواصل المتحدث· رغم كل العراقيل وسنوات الانتظار والمشاكل التي عرفها المتحدث، إلا أنه طرق كل الأبواب وحاول مرات ومرات استرجاع حقه المهضوم والمتمثل في سكن وكابن مجاهد أيضا، لكن تجري الرياح بما لا تشتهيه السفن· يقول المعني في رسالته التي وجهها ل”البلاد” إنه بسبب ضيق المسكن الذي يقطنه رفقة والدته وزوجته وأبنائه الثلاثة، فضلا عن شقيقه، قام باقتحام منزل مهجور في القصبة العتيقة ليسكن فيه مؤقتا حتى يحصل على سكن لائق· واعترف المتحدث في رسالته أنه اقتحم المنزل المهجور بطريقة غير شرعية وبإمكان السلطات أن تطرده في أي وقت كان، لكنه لم يجد حلا آخر سوى هذا الحل المؤقت، ريثما تجود عليه السلطات المعنية ببلدية الجزائر الوسطى بمسكن اجتماعي مثله مثل جيرانه السابقين· صدمة لم يستفق منها ويعيش السيد فيساح ظروفا صعبة للغاية، خصوصا وأنه يسكن في مكان غير لائق في القصبة العتيقة، وينتظر كل لحظة مداهمة الشرطة له لإخراجه للشارع، خصوصا وأنه كان يأمل في الحصول على سكن بعد إعلان قائمة المستفيدين من السكن التي أعلنتها بلدية الجزائر الوسطى لأسماء العائلات المستفيدة من السكن الاجتماعي، ليصدم المشتكي بأن اسمه كان غائبا عن القائمة ليصاب بنوبة حادة وصدمة لم يستفق منها إلا وهو على فراش المرض· كما ناشد المتحدث من خلال صفحات الجريدة، السلطات المحلية ومن ورائها رئيس المجلس الشعبي لبلدية الجزائر الوسطى، الالتفات إليه ومساعدته للحصول على سكن اجتماعي لائق، وإخراجه من حالة الغبن واليأس التي ألمت به منذ أن تم الإعلان عن القائمة الأولى للحاصلين على السكن· كما لفت المتحدث الانتباه إلى أنه من فرط المشاكل التي يعيشها في سكنه القديم قام بتطليق زوجته وهي المشاكل التي تراكمت عليه في هذه الظروف الصعبة جدا· وفي الأخير قال المعني إنه يتمنى أن تكون الاحتفالات بعيد 50 سنة بعد مرور الاستقلال احتفالا حقيقيا له بحصوله على شقة، خصوصا وأنه وكغيره من الآلاف من العائلات الجزائرية والملايين من الجزائريين ينتظرون هذه الذكرى، لأنها عزيزة على قلب كل جزائري، فهل تتحقق أمنيته؟ وهل ستستجيب السلطات لطلبه وتعالج مشكلته؟ جمعية الحي تناشد السلطات مساعدة أسرة فيساح دعت جمعية حي امختار عبد اللطيف” بالجزائر الوسطى، السلطات المعنية لحل مشكلة السيد فيساح مراد بعد إقصائه من قائمة المستفيدين من السكن الاجتماعي، قائلة في رسالة وقعها أزيد من 50 عضوا وموقعين بأسمائهم، إن المعني بحاجة ماسة للسكن الاجتماعي· وتطالب الجمعية بأن تعيد السلطات المحلية في بلدية الجزائر الوسطى النظر في قضيته، خصوصا وأنه قدم طلبات كثيرة منذ سنوات وسنوات· كما شددت على أحقيته بالسكن الاجتماعي للظروف القاهرة التي يعيشها رفقة أسرته الصغيرة· وتعتبر جمعية الحي أن الحصول على سكن اجتماعي من حق كل الشرائح الاجتماعية التي اهتمت بها الدولة منذ سنوات ومن واجب السلطات المحلية·