من يتابع كواليس الترشيحات في العديد من الأحزاب الكبرى هذه الأيام يصاب بتشنجات لا حدود لها، حيث سلطة المترشحين تبدو وكأنها أقوى من سلطة الأحزاب وهياكلها، ولم يعد الترشح يخضع للحزب والولاء له، بقدر ما أصبح يخضع لقانون سلطة النافذين في أحزابهم على حساب المؤسسات التي انتخبها المناضلون، وعندما يتصرف هؤلاء بهذه الطريقة داخل أحزابهم ومع مناضليهم، كيف لهم أن يتصرفوا بشفافية مع المواطنين ومؤسسات الدولة في الوزارات ومختلف الهيئات والإدارات· لذلك فإن الأحزاب السياسية خصوصا المعروفة، أمام امتحان عسير قد يؤدي إما إلى كسب قاعدة انتخابية عريضة تساهم في ارتفاع نسبة المشاركة أو سقوط حر يؤدي إلى المزيد من العزوف الانتخابي الذي يراه البعض ناتجا عن فشل الطبقة السياسية عندنا في آداء دورها كما يجب سواء تجاه المواطن أو البلد ومؤسساته· قوائم الترشيحات ستكون أول امتحان للطبقة السياسية لأنها ستحدد بداية الملامح الأولى لما يكون عليه البرلمان القادم· كما ستحدد مستوى قوة الإصلاحات وورشاتها، هذه الإصلاحات التي اعتبرها تيار قوي من المعارضة بغير العميقة ووصفها بالسطحية أيضا· وهي بالمناسبة اختبار لمستوى نضج الأحزاب من عدمه بناء على التجارب السابقة التي عايشت فيها كل السلبيات والظواهر غير السوية من منطق الشكارة ورجال المال والأعمال إلى الرداءة والمحاباة ·· طبعا شأنها شأن العديد من القطاعات الأخرى·