عاشت مصلحة الاستعجالات الطبية بالمستشفى السالف الذكر على وقع أحداث عنيفة تسببت فيها عائلة أحد الضحايا داخل المستشفى لتلقي الإسعافات الأولية والخضوع للعناية المركزة غير أن الأقدار شاءت أن يفارق الحياة على أسرة المصلحة، حيث وبعد نزول خبر الوفاة كالصاعقة على رأس أقاربه وذويه ثار غضبهم وفي لحظة أغمضت فيها أعينهم بسبب رحيل الضحية حملوا المسؤولية للأطباء وذلك حسب ما أفاد به الأطباء ممن كانوا متواجدين بمسرح الحادثة والذين أضافوا بأن عائلة الضحية وفور تلقيها النبأ اقتحمت المصلحة وهاجمت كل من يرتدي مئزرا بتوجيه له ضربا مبرحا، كما ألحقت أضرارا مادية بالمعدات والوسائل الطبية بعد أن أصابت أحد أفراد الطاقم الطبي بجروح متفاوتة الخطورة ويتعلق الأمر بالمسمى (خالد مواس) طبيب مقيم سنة ثالثة جراحة عامة كل ذلك في ظل غياب المصالح الأمنية وأعوان الحراسة المكلفين بمراقبة الزائرين وعائلات المرضى وأمام تزايد الاعتداءات على الأطباء والممرضين من قبل المرضى أو ذويهم قرر الطاقم الطبي الدخول في إضراب مفتوح عن العمل إلى غاية إيجاد حل جذري لمثل هذه السيناريوهات التي تتكرر في كل مرة أمام مسمع ومرأى إدارة المستشفى وعلم السلطات المحلية والولائية، حيث تجمع صبيحة الواقعة العشرات من الأطباء المقيمين وسط المستشفى مطالبين بتوفير الأمن رافضين إخلاء مسرح الحركة الاحتجاجية وفتح الطريق أمام سيارات الإسعاف قبل حضور والي الولاية محمد الغازي لرفعه قائمة انشغالاتهم وعلى رأسها غياب الأمن وكذا الظروف السيئة التي يؤدي فيها الطبيب عمله داخل مصلحة عرضة للاقتحام من قبل عصابات الاعتداءات وذلك على حد تعبير المتذمرين من الأطباء والذين أضافوا بأن معاناتهم لا تتوقف عند هذا الحد فحسب وإنما تتعدى ذلك بكثير لتشمل المطعم وغرف النوم والمراحيض والتي تفتقر للنظافة، وبعد أن تعذر على الوالي الحضور اجتمع مدير المؤسسة الإستشفائية بممثلين عنهم للاستماع إلى جملة المشاكل التي يتخبطون فيها، غير أن اللقاء توج بعدم رضى الأطباء الذين قرروا في حدود الساعة الثالثة زوال نفس اليوم استئناف عملهم وإعادة التجمع من جديد يوم غد الأحد للمطالبة بمقابلة الوالي مهددين بالتصعيد من لهجتهم ومواصلة إضرابهم في حالة عدم الاستجابة لمطالبهم وتوفير الأمن. عمارة فاطمة الزهراء