^ مسؤول ليبي: ليس لدينا العصا السحرية لإصلاح تركة 42 عاما أعلن رئيس الحكومة الليبية الانتقالية عبد الرحيم الكيب التوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار بين قبائل عربية في سبها بجنوب البلاد وقبيلة التبو الإفريقية، بعد ستة أيام من المعارك الدامية أسفرت عن مقتل 163 شخصا وجرح نحو أربعمائة آخرين. وقال الكيب في مؤتمر صحفي مشترك مع عدد من وزراء حكومته وقادة المؤسسة العسكرية «نعلن أن جهود المصالحة أسفرت عن اتفاق على وقف إطلاق النار»، مؤكدا أن «الهدوء يسود سبها الآن». وفي الأثناء، قال رئيس الأركان يوسف المنقوش إن «الوضع هادئ حاليا والقوات التابعة لوزارة الدفاع تؤمّن المنشآت والمناطق الإستراتيجية في المدينة وخاصة المطار». أما وزيرة الصحة فاطمة الحمروش فقالت إن حصيلة الاشتباكات وصلت حتى مساء أول أمس إلى 147 قتيلا و395 جريحا، مؤكدة أن هذا العدد لا يشمل ضحايا مواجهات السبت التي تقول مصادر محلية إنها أسفرت عن مقتل 16 شخصا على الأقل. وقبل ذلك؛ نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصادر طبية في مستشفى بسبها يعالج الضحايا من القبائل العربية، أن ثمانية أشخاص قتلوا وأصيب خمسون بجروح. ونقلت الوكالة عن مصادر طبية قولها «لم نخلد إلى النوم.. لقد هاجمت قبيلة التبو سبها اعتبارا من الساعة الثالثة فجرا وكانوا على وشك الاستيلاء على المدينة، كل السكان حملوا السلاح للدفاع عن أنفسهم»، في حين أشار مسؤول محلي من التبو هو آدم التباوي إلى سقوط ثمانية قتلى من قبيلته وإصابة عدة أشخاص آخرين، مضيفا «لقد التزمنا بهدنة ونريد المصالحة، لكن القبائل الأخرى خصوصا أولاد سليمان لا يتوقفون عن مهاجمتنا منذ عدة أيام، نحن محرومون من المياه والكهرباء». ووفق عدة مصادر متطابقة؛ فإن مقاتلين من التبو، دُحروا في الأيام الماضية إلى مسافة عدة كيلومترات جنوب سبها، شنوا صباح أول أمس هجوما مضادا محاولين الدخول إلى المدينة. وكان حكماء ووجهاء وأعيان مناطق وقبائل سبها قد وقعوا، مساء الجمعة الماضي، على اتفاق بشأن معالجة الاشتباكات المسلحة التي شهدتها المدينة على مدى الأيام الماضية، لكن تلك الهدنة لم تصمد. وينص الاتفاق على الوقف الفوري لإطلاق النار من جميع الأطراف، وتسليم كل المعسكرات والمواقع العسكرية للجيش الوطني، وإتاحة الفرصة لكتائب الثوار للانضواء تحت شرعية الجيش أو الأمن الوطني. ويأتي ذلك بعد أن دعا زعيم قبيلة التبو الليبية عيسى عبد المجيد منصور الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي إلى التدخل لوقف ما سماه «تطهيرا عرقيا يتعرض له التبو»، واتهم قبائل سبها العربية بقصف محطة توليد كهربائية تزود عدة مناطق من الجنوب مثل القطرون ومرزوق. من ناحية أخرى، قال رئيس اللجنة الأمنية الاستشارية في المجلس الانتقالي علي المانع في تصريحات للإذاعة المحلية الليبية «المنارة آف آم» تعليقا على حالة الانفلات الأمني الذي تشهده البلاد، إن الثائر الحقيقي هو من ترك السلاح وأخذ قراره بالانخراط في الداخلية أو في الدفاع أو إلى طريق أخر لرؤية مستقبله. ورفض المانع توجيه الاتهام وتحميل المسؤولية إلى جهة معينة من الشعب الليبي سواء المجلس الانتقالي أو الحكومة الانتقالية لأن هؤلاء ليس لديهم العصا السحرية أو القوة للقمع، على حد تعبيره. ̈