بسبب حرمان أمنائها العامين من الترشح للبرلمان دقت أغلب التنظيمات الطلابية طبول الحرب داخل أحزابها السياسية، على خلفية إقصاء أمنائها العامين من الترشح لخوض غمار البرلمانيات المرتقبة، حيث انضم الكثير من هؤلاء إلى معسكرات الغضب والتمرد على القيادات المركزية، بعدما قدموا عرابين ولاء متوالية منذ أمد بعيد، طمعا في تكريمهم بتصدر القوائم الانتخابية، لكنها يبدو أن كل تلك «القرابين»لم تشفع لهم لدى صناع القرار داخل التشكيلات الحزبية التي ينتمون إليها. لم ينتظر المقصون من قوائم الترشيحات الكثير من الوقت للانتقام وأخذ الثأر الشخصي، حتى طالعتنا الصحف بتزعم بعض الوجوه لمساعي الإطاحة بزعامات كبيرة من وزن عبد العزيز بلخادم، إذ يعد سيد أحمد تيمامري رفقة إبراهيم بولقان من أبرز الفاعلين في عملية جمع التوقيعات لأعضاء اللجنة المركزية لسحب الثقة من الأمين العام للحزب. المعنيان يرأس كل منهما على التوالي: التحالف من أجل التجديد الطلابي الوطني والاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين، ويشغل الأول عضو بالبرلمان الحالي، فيما كان الثاني يحلم بدخوله في العهدة الجديدة قبل أن تصدمهم خيارات الرجل الأول في الأفلان. من جهته، يعيش الاتحاد العام الطلابي الحر المقرب من حركة أبو جرة سلطاني حالة تململ واسعة بعد استبعاد أمينه العام مصطفى نواسة، رغم تزكيته من طرف مجلس الشورى الولائي الذي وضعه في المرتبة الثالثة، قبل أن يتم استبداله بالسيدة نعيمة ماجر في آخر لحظة، وفق تصريحات قيادات من داخل التنظيم، وقد تجلت مظاهر التوتر الذي يسود علاقة الاتحاد بالحركة الأم، من خلال الغياب الواضح لكل أعضائه عن ندوة التحالف الإسلامي المنعقدة أول أمس بفندق السفير، علما أن القاعة ذاتها كانت قد غصت بهم لحظة الإعلان عن ميلاد تكتل» الجزائر الخضراء» يوم 07 مارس المنصرم، يتقدمهم الأمين العام في الصفوف الأمامية قبل أن يحصل الطلاق الرجعي بينهما. أما رئيس المنظمة الوطنية للتضامن الطلابي، فقد قرر هو الآخر الخروج نهائيا عن أبوة الأرندي ببلوغه سن الرشد السياسي على حد تعبير مناضليه، عبر تشكيل حزب سياسي جديد تحت لافتة «جبهة الحكم الراشد» الذي يترأسه أمين التنظيم الطلابي عيسى بلهادي. ولا يستعبد مراقبون أن ينخرط رئيس الاتحاد العام للطلبة الجزائريين بالحركة التصحيحة التي تقودها نورية حفصي ضد من وصفته بالديكتاتور أحمد أويحيى، لأن منذر بودن غير متفائل بولوجه مبنى زيغوت يوسف، بعدما تم ترتيبه متأخرا في المركز الرابع بولاية ميلة. بعدما اندلعت شرارة المنافسة الانتخابية بين التنظيمات الطلابية في الأسابيع القليلة الماضية على خلفية الولاءات الحزبية، على غرار ما شهدته جامعتا بشار والمدية، هاهي فصول المعركة تغير رحاها بتوجيه طلقات النيران الصديقة صوب القيادات الحزبية، في انتظار ما تسفر عنه من خسائر تنظيمية، قد تعصف بكثير من الرؤوس الصغيرة التي دفع بها الطموح الجامح إلى منازلة غير متكافئة.