اتهم ناصر بوضياف، ابن الرئيس الراحل محمد بوضياف، زوجة أبيه فتيحة بوضياف بالمسؤولية الكامل عن تغييب ذكرى ''سي محمد الوطني'' ، وتحويل ميزانية مؤسسة محمد بوضياف إلى الاستعمال الشخصي. بدا ناصر وهو يحيي ذكرى 17لاغتيال والده بمقبرة العالية في العاصمة مع مجموعة من الكشافة وقلة من الحضور، متذمرا ومتهما عدة أطراف وبدأها بزوجة والدة، وقال في اتصال مع ''البلاد'' أمس: ''فتيحة بوضياف هي المسؤولة رقم واحد عن نسيانه، لقد اختارت خدمة مصلحتها الشخصية بأموال المؤسسة على خدمة ذاكرة الرمز محمد بوضياف''. كما استغرب ناصر متسائلا ''لم تكلف نفسها حتى حضور ذكرى اغتبيال زوحها، لقد بقيت في المغرب لتدير أموالها ومشاريعها. والشيء نفسه لأبنائها لم يتبعوا أنفسهم فمصالحهم في المغرب أولى من ذكرى أبيهم''. وعرّج ناصر، في حديثه، على مؤسسة محمد بوضياف التي لم يعرف لها أي نشاط سوى لامتلاكها فيلا فاخرة اسمها ''فيلا عزيزة'' عبارة عن قصر كائن بشارع البشير الإبراهيمي بالأبيار، على مساحة كبيرة وتحتوي على مسبح. وقدر ناصر ميزانيتها بالملايير وحتى حسابات بالعملة الصعبة تستفيد منها المؤسسة كهبات من القنصليات الأجنبية، ووجه لهم تهمة ''الانتفاع بتاريخ الراحل محمد بوضياف والاغتراف منه من دون خدمة ذاكرته''. ويضيف في هذا السياق''لم يعملوا شيئا سوى تبوؤ المناصب وملء الجيوب باسم محمد بوضياف''. وتساءل ناصر بوضياف عن غياب شخصيات وطنية لإحياء الذكرى على غرار علي هارون والجنرال المتقاعد خالد نزار، وآخرين لم يذكرهم بالاسم، وقال بشأنهم ''تأكدت من أنهم لا يحبون محد بوضياف، وأنشأوا مؤسسة باسمه من أجل التضليل لا غير، أما الآن محمد بوضياف فلم يعد له تاريخ، والجزائر هي الخاسرة... ماذا سيقول عنا الأجانب بعد هذا، انظروا لقد نسوا رمزا من رموز تاريخهم''. وفي السياق ذته، أعطى محدثنا تفسيرا واحدا لعدم إحياء ذكرى محمد بوضياف ''العملية مقصودة من أجل نسيانه، لكن لو كانوا يحبون الجزائر ورموزها لحضروا اليوم إلى مقبرة العالية، غريب ما شاهدته اليوم في المقبرة''. ورغم الاختلاف الواضح والعداء الذي يكّنه ناصر بوضياف لزوجة أبيه، فإن الاتفاق الوحيد بينها ''رفض مجريات التحقيق الذي تم في حادثة الاغتيال واتهام مبارك بومعرافي''.