وجه الروائي لحبيب السايح انتقادات شديدة اللهجة لملتقى «عبد الحميد بن هدوقة» الذي تنظمه مديرية الثقافة بولاية برج بوعريريج حاليا، وذلك في بيان خاص أرسله ل«البلاد» تحت عنوان «لبعض هذا.. اعتذرت عن حضور ملتقى بن هدوقة». وتساءل الكاتب بكثير من الدهشة قائلا «ما الذي يعنيه في عرف مديرية ثقافة أن تطلب إلى كاتب، بناء على دعوة منها إلى حضور ملتقى تنظمه، أن يدفع من جيبه تذكرة السفر بالطائرة، ومصاريف التاكسي من وإلى المطار، وفاتورة أكله وشربه، وربما مبيته أيضا في العاصمة، قبل أن يبلغ مدينة برج بوعريرج مثلا، على أن يقدم لها ثبوتات ذلك كله أوراقا مع صك مشطوب من حسابه البريدي الجاري أو أرقامه العشرين لتنظر في أمر تعويضه لاحقا عندما تحول لها الميزانية؟»، مضيفا «لكأن مثل تلك المديرية دايرة في الكتاب والباحثين مزية حين تدعوهم!». وقال الروائي إن ذلك «يرجرج عظام عبد الحميد بن هدوقة في قبره، ويكرب روحه هنالك، ولو بعث لاستنكر ذلك، ولرفضه، ولطالب فورا بوضح حد لمثل ذلك السلوك، لأنه، كما عرفه الكتاب والباحثون ممن عايشوه، أنه لن يرضى أبدا أن يتعرض كاتب أو مثقف لطيش من الإدارة.. فهل تدرك هذا الجهة المنظمة لملتقاه؟». وجاء في البيان أيضا أن «الشرف كله يعود إلى الكتاب والباحثين، الذين أسهموا في كل دورة بما أعطى ملتقى الرواية بعده الحضوري والمعرفي والأكاديمي الذي تكرس له، لا إلى إدارة تستطيع غيرها، في ولاية أخرى، أن تكون أكثر كفاءة في التنظيم وأسمى حفاوة بالمدعوين وأسخى تعويضا لجهد المتدخلين بعروضهم»، موضحا أن «الكتاب والباحثين يعرفون مديريات ثقافة ودور ثقافة، ولو كانت قليلة جدا، كانت معهم، في الملتقيات التي تنظمها، على كرم وسخاء فائضين». وقال أيضا إنه إلى الدورة الأخيرة «لم يتلق يوما كاتب أو باحث، من المديرية المنظمة لملتقى عبد الحميد بن هدوقة، دينارا واحدا كمكافأة له على إسهامه المقدم، والذي يعاد نشره في الكتاب الخاص بالملتقى.. إنه، إذن، لسلوك يمس بالحق في التعويض عن الملكية الفكرية.. فهل تعي المديرية هذا؟». وتساءل صاحب رواية «زهوة» بدهشة «ما الذي يعنيه في عرف مديرية ثقافة، أيضا، أن تسترد، في غفلة من الكاتب ومن دون إشعاره، مبلغ تذكرة سفر كانت حجزتها له، في الدورة السابقة، بذريعة عدم استعمالها في الفترتين المحددتين للاستقبال والمغادرة؟ وهل سمعت منه، وهو أمر مشين جدا إن فعلت ذلك، بأي وسيلة أخرى حضر الملتقى أو غادره لأنه قد يكون تعذر عليه استعمال الطائرة لأسباب قاهرة؟ لأن هذا الكاتب كان، لما تقدم أياما بعد ذلك، إلى مكتب الخطوط الجوية في مطار وهران لاستخراج بطاقة السفر المعنية لاستعمالها نحو العاصمة، وجد نفسه في حرج كبير. ولولا تدخل إحدى المسؤولات، لتكشف له أن البطاقة لم تستعمل وإنما استردها مصدر الدفع، لكان اتهم بالباطل يدا ما تكون قد حولتها باسم شخص آخر.. فقد استغرق فك اللغز، مع المسؤولة، ساعة كاملة». من ناحية أخرى، قال لحبيب السايح في بيانه «لبعض هذا، كنت رددت على الاتصال بي هاتفيا، من أجل دعوتي إلى حضور ملتقى بن هدوقة، بأنه يتعذر علي الحضور ما لم ترسل إليّ تذكرة السفر مسبقا. وكنت، لو عادوا الاتصال، لطلبت إليهم، لأول مرة، دفع تعويض عن أتعابي. ذلك، ليعلم الأصدقاء من الكتاب والباحثين، في لجنة التنظيم العلمية خاصة، أن ملتقى عبد الحميد بن هدوقة للرواية وصل به الأمر إلى وضعية تفرض ضرورة ملحة لإعادة صياغة أهدافه وتحديد أساليب تنظيمه بتثمين جهد المسهمين في ترسيخه وبحفظ كرامتهم»، على حد تعبيره.