أوضح السفير العراقي المعتمد في الجزائر عدي الخير الله في حديث ل«البلاد»، أن مدينة «النجف» العراقية كانت ستتسلم مشعل «عاصمة الثقافة الإسلامية» في شهر أكتوبر من السنة الجارية بعد «عاصمة الزيانيين» تلمسان، غير أن هذا الموعد أرجئ إلى أجل غير مسمى بسبب عدم اكتمال قسم من المشاريع وانشغال البلاد بالقمة العربية التي احتضنتها بغداد في مارس الماضي. وقال محدثنا إن هذا الكلام لا يعني أن العراق سيكون جاهزا العام القادم لاحتضان هذه التظاهرة كما تناولته مختلف وسائل الإعلام، لأن ذلك سيكون على حساب المدينةالمنورة التي ستكون هي الأخرى عاصمة للثقافة الإسلامية في 2013، وإنما، يضيف، سيتم برمجة مدينة النجف مجددا لأن الأمة الإسلامية قاطبة تتشوق لهذا الحدث الذي نتمنى أن يكون بنفس مستوى نجاح تظاهرة تلمسان أو أفضل. وبرر السفير هذا الأمر بما تملكه المدينة العراقية من موروث حضاري، كما أنها تعد مدينة عريقة بتاريخها وثقافتها من معالم أثرية هامة أبرزها مرقد الإمام علي رضي الله عنه، وبيته ومسجد «الكوفة»، بالإضافة إلى الكثير من ملامح حضارة «بلاد الرافدين». في السياق ذاته، قال السفير عدي الخير الله إن مدينة تلمسان التي كانت عاصمة للثقافة الإسلامية طيلة عام كامل وتستعد لإسدال الستار على فعالياتها، وفقت في أن تكون عاصمة إسلامية من خلال المجهود الذي بذلته الجزائر لإنجاح هذا الحدث، والذي كان واضحا خاصة فيما يتعلق بالنشاطات الثقافية والفنية والفكرية الشاملة التي عكست ثقافة مختلف الدول العربية والإسلامية التي شاركت فيها تباعا وكان العراق أولها، وفق تعبيره. من ناحية أخرى، كانت الحكومة العراقية، وفق تقارير إعلامية محلية، طالبت منظمة المؤتمر الإسلامي بتأجيل الاحتفال بالنجف عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2012، وذلك لانشغالها بالقمة العربية والتغيير في المنطقة وعدم اكتمال البنى التحتية في النجف، مشيرة إلى أن «العراق طالب الإيسسكو بوضع مشروع الاحتفال بالنجف عاصمة الثقافة ضمن الخطة العشرية من عام 2014 -2024». وأثار هذا القرار حفيظة سكان المدينة، حيث تظاهر العشرات من أبناء محافظة النجف من المؤسسات والمجالس الثقافية في مسيرة ثقافية ضد تأجيل أو إلغاء مشروع النجف عاصمة الثقافة الإسلامية. وأكد هؤلاء رفضهم ل«الغموض» الذي يحيط بقرار التأجيل نفسه أو فكرة الإلغاء وتواري المتسببين به خلف الأنظار وتعريض سمعة المدينة إلى التشويه أمام الرأي العام في الدول الإسلامية.