عرفت ولاية الشلف منذ الخميس الماضي تهاطل أمطار غزيرة بلغت 42 مم بعاصمة الولاية و52 ملم بالجهة الشمالية المطلة على الشريط الساحلي، وتسببت في فيضانات شملت عدة مناطق وبلديات التي تلقت ضربة موجعة في الوقت الذي يلهث الكثير من الأميار والمنتخبين وراء الانتخابات سعيا الى الحصول على ود الناخبين والمقهورين في مثل هذه الأجواء الصعبة. وقد غمرت المياه المنازل والمحلات التجارية، مخلفة خسائر مادية فادحة كما هو الشأن بالنسبة لمحلات الطرق الرئيسية بتنس الساحلية ووادي الفضة على الطريق الوطني رقم 04، وقد وجدت وحدات الحماية المدنية على مستوى أكثر من 21 نقطة صعوبات في تصريف المياه التي اجتاحت الشوارع والبيوت «الهشة» وخصوصا الأحياء المعروفة ببيوت الصفيح في بلديات بني راشد وأولاد عباس وتلعصة ومصدق في الجهة الشمالية من عاصمة الولاية. كما تسببت الأمطار الغزيرة التي شهدتها مدينة الشلف منذ صباح أمس في اضطراب حركة السير وتسرب المياه إلى عدد من المنازل والمرافق والمحلات التجارية في الأحياء الجنوبية والغربية للمدينة التي تحولت شوارعها الرئيسية وبالأخص البريد المركزي، الجمهورية، جامع السعودية، الى أشبه بميادين حرب لصعوبة السير عليها وكثرة البرك المائية التي تجمعت في طرقات يفترض أنها «تمثال» عاصمة الولاية. كما أدى تهاطل الأمطار إلى ارتفاع منسوب بعض الأودية التي تخترق المدينة كواد تسيغاوت الذي فاضت حوافيه وكادت أطرافه الممتدة إلى غاية لالا عودة والشرفة جنوبالمدينة، أن تعطل حركية السير، وتسجيل بعض الخسائر المادية في الممتلكات دون أن تخلف ضحايا استدعت تدخل عناصر الحماية المدنية مستعملة مجموعة من محركات الضخ بمجموعة من التدخلات في العديد من الأحياء والمناطق التي عرفت تسربات مائية. وفي إجراء استباقي لمواجهة الأسوأ في حال استمرت وتيرة التساقطات المطرية بالمستوى نفسها، قررت مصالح الحماية المدنية مضاعفة أعداد عناصرها في كثير من البلديات كالزبوجة، عين مران، الهرانفة، وتاوقريت التي تضررت كثيرا من السيول الجارفة التي تهاطلت على المناطق المذكورة، وبلغ الأمر بأولياء التلاميذ الى منع أولادهم من الالتحاق بمقاعد الدراسة مخافة حدوث الأسوأ في الساعات القادمة. كما شهد الطريق الوطني رقم 19 الرابط بين تنس وتيسمسيلت مرورا على الشطية وأولاد فارس، سقوط أمطار معتبرة لم تشهده المنطقة مثيلا لها منذ ربيع 2004 جعل المياه تحتل كل الفضاءات ودواوير المدار الحضري. كما اكتسحت السيول الطريق المذكور وسببت انزلاقات أرضية غير مسبوقة أثارت مخاوف المارة. ولم تتمكن قنوات الصرف الصحي من استيعاب كميات المياه الهائلة لتعطل معظمها وفساد أخرى منذ فترة. وهو السيناريو الذي شهدته معظم أحياء بلدية بوقادير التي غرقت في مياه الأمطار وتحول العديد من الأحياء السكنية ومجموعة من المرافق العمومية الى برك من المياه الراكدة.