من السياسة إلى التربية وانتهاء بالثقافة والفن، لا ثابت سوى، أننا من أعرق الأمم تمايلا ورقصا، وبعيدا عن الملاجئ السياسية التي تشمع في شهر أوت، فإن ما يجري في بؤرة الثقافة، يفرض علينا أن نرحب بضيفتنا راقصة المسجد ''هيفاء وهبي'' والتي احتضنها حمرواي، وقال عن نفسه، بأنه سيف الله المسلول، ليضعها في مرتبة ''بن بولعيد'' ويعرض الفيلمين معا وفق منطق الدكاني ''شحاته'' الذي يلزم من يريد سكرا أو دقيقا، أن يقتني معهما قارورة ''فليطوكس'' أو آلة رفش.. مطرب راي، أسكرته فتوحات رابح سعدان، فوعد الجزائريين بأغنية عنوانها ''اللي ما يحبش لالجيري ايشوف توم وجيري''، والعنوان الموزون يتقاطع مع مغامرات ''توم وجيري'' في الترويج للغباء، ولأن شر ''الفن'' ما يضحك، فإن صاحب الأغنية ''الأمي'' أراد أن يطرب البلد، فأدان المواطن بتهمة كره ''لالجيري''، ومعلوم أن صغارنا وكبارنا أوفياء ل''توم وجيري''، لذلك فهم بالضرورة يكرهون ''لالجيري'' وفق منطق الأغنية .. مادام حب ''لا لجيري'' قد وضع في كفة و''توم وجيري'' وضع في الكفة الأخرى، فإن الجزائر ملزمة بالبحث عن شعب يحبها، فكل الوطن متورط في مشاهدة ''توم وجيري''، فبالإضافة إلى إدماننا المتلفز عليهما، فإن واقع الحال يكشف أن سلسلة ''توم وجيري'' لم تعد رسوما متحركة موجهة للصغار ولكنها سياسة مطبقة ليل نهار، وحتى لا ندان بتهمة كره ''لالجيري''، فإن خليدة تومي ملزمة بإيقاف تصوير وإذاعة هاته الأغنية، فيكفينا أننا نعرف ''توم'' وندري بأن ''جيري'' مجرد تسلية بين أنيابه.. فهل فهمتم؟