دعا ممثل عن جناح منشورات «جمعية الاختلاف» في المعرض الوطني للكتاب الذي أسدل الستار على طبعته الثامنة مساء أول أمس، إلى ضرورة الإكثار من الترجمة على جميع مستوياتها إلى غاية الوصول لتحقيق الأفضل الناتج عن ما نسميه عادة ب«التراكمية». وقال المتحدث في تصريحات ل«البلاد» إنه لا يمكننا التخلي عن هذا الفعل الحضاري الهام الذي كان أساسا في الحضارة العربية الإسلامية، إذ عكف القدماء على نقل مختلف العلوم والآداب من وإلى اللغة العربية، حيث تعتبر، حسبه، جسرا هاما يربط بين الشعوب والحضارات. وأوضح محدثنا أن الترجمة هي عملية نقل دقيق للكلام إما حرفيا أو بتصرف من لغة إلى أخرى مع المحافظة على المعنى الأصلي المراد من الكاتب، مضيفا «أما ما يشاع من أنها خيانة للنص الأصلي فنقول له تعلم اللغة، فلن تحتاج إلى ترجمة، مع أن مشكلة الجزائريين هي الاقتصار على القراءة بلغة واحدة إما العربية وإما الفرنسية». أما بالنسبة ل«رابطة كتاب الاختلاف» يقول نفس المصدر فإن الترجمة من اللغات الأخرى قليلة لأنها مكلفة، ما يضطر الدار إلى إنجاز الترجمة حسب الرغبة والإمكانيات مثل كتاب «أدين لك بكل شيء للنسيان»، وهو عبارة عن رواية ترجمت من الفرنسية إلى العربية، حيث قام بترجمتها سعيد بوطاجين. وتطرق ممثل جناح «الاختلاف» إلى صعوبات النشر والطباعة ما يضطر الدار إلى النشر بالاشتراك مع دور نشر خارج الجزائر على غرار تجربة النشر المشترك مع «الدار العربية للعلوم، ناشرون» اللبنانية، و«دار الأمان» المغربية. من جهة أخرى، قدمت «الاختلاف» العديد من العناوين الجديدة في معرض الكتاب من بينها دراسة نقدية في السرد العربي «مفاهيم وتجليات» للأستاذ سعيد يقطين، وكتاب «الفتنة والآخر» لشرف الدين ماجدولين، وهو كاتب مغربي، وكتاب «ابتكار الحياة اليومية» ل«ميشال دو سارتو»، ترجمة الجزائري محمد شوقي الزين. كما عرضت أيضا كتاب «ثورات القوة الناعمة في العالم العربي» للمفكر اللبناني علي حرب، وفيه ترجمة من الفرنسية إلى العربية، بالإضافة إلى كتاب «مجموعة محاضرات للطلبة من الفلسفة الإغريقية» للدكتور محمد جديدي. وفيما يخص الأسماء الجديدة التي تريد أن تقتحم عالم التأليف يقول المتحدث «يجب على وزارة الثقافة الاهتمام بالمؤلفين الجدد لأن الناشر الخاص ليست له إمكانيات المغامرة مع الأسماء الجديدة إلا إذا كانت للوزارة مساهمات تدعيمية». وأكد أن الأمر يختلف عن الجانب الأدبي، فيمكن لدار النشر الخاصة أن تهتم بكتب الفلسفة والفكر لأن لها جمهورها الخاص من الطلبة والأساتذة والباحثين.