يباشر الموقع الإلكتروني السويسري ''سويس أنفو'' سلسلة من المقالات لاستعراض شهادات سويسريين لا يزالون على قيد الحياة تجندوا لصالح الثورة الجزائرية، حيث يُصطلح عليهم ''حاملو الحقائب'' ساعدوا في تمرير الوثائق والأموال وحتى المناضلين والسجناء الفارين من السجون الفرنسية عبر الحدود الفرنسية السويسرية. وقد تضمن العدد الأول من هذه السلسلة شهادات سويسريين وسويسريات مستفسرة عن دوافعهم وقناعاتهم ومعايشتهم لمعاناة أصدقائهم الجزائريين بل حتى عما لحق بهم من نبذ في بعض الأحيان من قبل مجتمعهم أو تعرضهم للعقاب والسجن. وأشار صاحب المقال إلى أن ''أهم مراحل الثورة الجزائرية دارت أطوارها على التراب السويسري أثناء مفاوضات ''إيفيان'' بفضل الوساطة السويسرية وبسب مطالبة الوفد المفاوض للحكومة المؤقتة للثورة الجزائرية بالإقامة فوق التراب السويسري لتفادي القبول باستضافة القوة المحتلةفرنسا أثناء هذه المفاوضات، فإن ما هو معروف أقل هو تجند عدد من السويسريين قبل تلك المفاوضات لصالح دعم الثورة الجزائرية''، وذكر أيضا أن ''دوافع هؤلاء السويسريين كانت متباينة وقد تختلف من شخص لآخر ولكنها كانت تلتقي جميعها في اقتناعهم جميعا بواجب نصرة شعب يناضل ضد قوة استعمارية، البعض بدافع الالتزام السياسي اليساري، والبعض الآخر بدافع الواجب الديني الذي يأمر بنصرة المظلوم، وآخرون أو بالأحرى أخريات بدافع التعلق بشبان جزائريين شاءت الأقدار أن يحلوا إما كلاجئين أو كطلبة بهذه الربوع فيتحدثوا عن معاناة شعبهم ويتمكنوا من إقناع من حولهم بعدالة قضيتهم''. كان أول الشاهدين ''شارل هنري فافرو'' الذي كان يشغل سنة 1952صحفيا بجريدة ''لا غازيت دو لوزان'' وإذاعة ''لوزان'' الذي اكتشف واقعا مغايرا عندما حل بالجزائر خصوصا ما رُوي له عن مجازر سطيف وفالمة بتاريخ 78ماي 1945الذين خرجوا في احتفالات النصر ضد النازية للمطالبة باستقلال الجزائر، وأدت إلى مقتل آلاف السكان. ويتذكر المتحدث أن ''تلك الأحداث لم يجد لها أثرا في صحف تلك الفترة''، مضيفا أن تواجده بالجزائر تزامن مع استعداد مجندين جزائريين في صفوف الجيش الفرنسي للقتال في الهند الصينية.