كشف نشطاء حقوقيون صحراويون فظائع وانتهاكات خطيرة ارتكبت من طرف الاحتلال المغربي، وهذا خلال ندوة نشطوها أمس بالجزائر، وحظيت بتغطية كبيرة من قبل وسائل الإعلام الإفريقية المتواجدة بالجزائر بمناسبة المهرجان الثقافي الإفريقي. روت المختطفة السابقة، سكينة جد أهلو، في شهادتها تفاصيل تجربتها القاسية في المخبأ السري بقلعة أكدز مكونة، حيث قضت عشر سنوات كاملة تحت التعذيب من 1891إلى 1991. متحدثة عن واقعة اختطافها من طرف البوليس المغربي رفقة مجموعة من النسوة من بينهنّ ثلاث حوامل، ونقلت معها ابنتها الرضيعة ذات الخمسة أشهر إلى المعتقل السري، حيث توفيت هناك لاحقا. وتوقفت سكينة عند حالة إحدى المختطفات الحوامل، ''رغم أنها كانت على وشك وضع مولودها، شدّ الجلادون وثاقها بالحبال، فكانت تعاني من آلام المخاض ومن ضغط الحبال على جسدها طيلة يومين، قبل أن يأتي اثنان من الجلادين لنقلها إلى المستشفى. وما إن وضعت مولودتها حتى انتزعها منها الجلادون ولم ترها منذ ذلك اليوم'' تقول سكينة التي أشارت، في معرض سردها للانتهاكات المغربية، إلى حادثة اختطاف شابة صحراوية ليلة زفافها من قبل البوليس المغربي، واقتيادها إلى المعتقل وهي بكامل زينتها. تجدر الإشارة إلى أن متاعب سكينة، المقيمة بمدينة السمارةالمحتلة، تواصلت بعد خروجها من المعتقل السري، ومن ذلك قيام السلطات المغربية بقطع راتبها منذ سبتمبر 2008بسبب نشاطاتها الحقوقية. منتدى الحقيقة والإنصاف ''مجرد شعار'' كما تناول الكلمة المناضل العربي مسعود، وهو عضو سابق بفرع الصحراء لمنتدى الحقيقة والإنصاف، وهي منظمة أنشأتها السلطات المغربية غداة تولي الملك محمد السادس الحكم بغرض طي صفحة الانتهاكات الحقوقية المرتكبة في عهد والده الراحل الحسن الثاني. وقال مسعود إن اللجنة المذكورة ''مجرد شعار يوظفه المغرب ويوجهه للاستهلاك الخارجي''. وضم الوفد، الذي يتكون من 10أعضاء، رئيس لجنة مناهضة التعذيب بمدينة الداخلةالمحتلة المامي عمر سالم، الذي تعرض للاختطاف والتعذيب سنوات 2004، 2005، و2006، وحرم من العلاج بالأراضي الصحراوية المحتلة، مما اضطره إلى اللجوء إلى موريتانيا طلبا للعلاج من الإصابات التي لحقت به جراء التعذيب، وصادرت السلطات المغربية جواز سفره قبل دخوله موريتانيا، مما حرمه من العودة إلى بلده مدة ثلاث سنوات. وهو حاصل على جائزة الرابطة الإسبانية لحقوق الإنسان. بدوره نوّه رئيس اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي، محرز العماري، بأن الوفد ''يمثل المقاومة الشعبية الصحراوية بالأراضي المحتلة''، معتبرا حضوره بالجزائر ''إشارة قوية على انهيار جدار العار والألغام، الذي يفصل صحراويي الأراضي المحتلة عن أشقائهم باللجوء''. من جهة ثانية استقطب اللقاء عشرات الصحفيين الأفارقة، الذين حضروا لتغطية فعاليات المهرجان الثقافي الإفريقي، حيث توافدوا على مقر اللجنة وتابعوا باهتمام الشهادات التي عرضها الحقوقيون الصحراويون، والشروح التي قدمت لهم حول مختلف المراحل التي مرت بها القضية الصحراوية. وبدا سانا جاونا، موفد صحيفة ''الديلي أوبزرفر'' الغامبية، مصدوما وهو يتصفح كتيبا وزع على الحاضرين، يحتوي على صور لمواطنين صحراويين من ضحايا التعذيب، وقال ''من العار أن ترتكب هذه الفظائع في القرن ال12، كنت أعتقد أنها ولّت مع جلاء الاستعمار الأوروبي عن إفريقيا''. وكانت إيزايبل التي قدمت من ساحل العاج تؤمّن على أقواله، وهي تشاهد الصور وتستمع إلى الشهادات، وبالنسبة لها ''هذه الممارسات تثير الاشمئزاز''.