أدان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمس، بشدة توجهات بعض حكام منطقة الشرق الأوسط حيال «الكيان الصهيوني» منتقدا بشدة صمتهم إزاء الجرائم التي يرتكبها «الاحتلال الصهيوني». وقال نجاد في خطاب ألقاه أمام حشد في محافظه خراسان الرضويه «بعد مضي ألف و400 عام، وصل بنا الأمر إلى أن يقوم حفنة من الصهاينة المعادين للإنسانية بالهيمنة على الشعوب بقوة السلاح واحتلال أراضيهم»، مضيفا أن «إسرائيل ليست أكثر من بعوضة لا يمكنها أن ترى الأفق الكبير للأمة الإيرانية». وأوضح أنه في هذه الظروف تبادر بعض الحكومات في المنطقة إلى شراء أسلحة بعشرات المليارات من الدولارات من أسياد الصهاينة وعوضا عن إبداء ردود أفعال «حيال جرائم الصهاينة» يتخذون موقف المتفرج حيال الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني». ويقول مراقبون إنه ليس بإمكان الرئيس أحمدي نجاد أن يقدم مثالا واحدا يكشف عن أن بلاده قد أطلقت ولو رصاصة واحدة على جبهة القتال العربي الإسرائيلي، على الأقل منذ قيام ما تسمى بالثورة الإيرانية. ويضيف هؤلاء أن ما هو ثابت بالحجج الدامغة هو العكس من ذلك تماما، إذ إن إيران أسهمت في تاريخها الحديث وتحت سلطة المرشد الإسلامي الأعلى في تدمير بلدين إسلاميين العراق وأفغانستان وذلك بشهادة كبار المسؤولين فيها الذين أكدوا في أكثر من مناسبة انه لو لا مساعدة إيران لما تمكنت الولاياتالمتحدة من احتلال العراق وأفغانستان. وفي العراق مثلا اجتمعت طهران مع عتاة الأمريكيين والصهاينة على احتلال بلاد الرافدين تشفيا من هزيمتها في حرب الثماني سنوات، وساهمت وبحيوية في تمزيق وحدة هذا البلد العربي بمشاريع سياسية طائفية وقبلت عن طريق حلفائها الحاكمين هناك بان يسير العراق بدستور نوح فيلدمان «الفدرالي- الطائفي». وفي أفغانستان كان الموقف الإيراني من طالبان السنية، وتجندها مع الغرب للقضاء عليها دينيا طائفيا بحتا، إذ لا يحتمل المذهب الشيعي الإثنا عشري الصفوي، أي مذهب إسلامي عداه حتى ولو كان شيعيا، على أنه لا يؤمن بتكفير السنة وسب الصحابة. ويعتقد نفس المراقبين أن إيران لم تعد تفرق بين حقها في الدفاع عن أرضها وبين العدوان على دول الجوار العربي يدفعها في ذلك حلم إمبراطوري فارسي يريد استعادة ما يعتبره أمجاد الماضي تحت «عباءة إسلاموية».