تعيش العديد من أحياء مدينة الجلفة على وقع أزمة كبيرة في التزود بالمياه الصالحة للشرب خاصة على مستوى الأفواج السكنية الأربعة بالحي الشعبي ببوتريفيس، وذكر العشرات من السكان أن أزمة التزود تفاقمت بشكل كبير في الآونة الأخيرة في ظل الحصار المضروب على شاحنات الصهاريج المتنقلة والمتهمة بكونها مع كل صيف تكون حاملة لمرض حمى التيفوئيد. سكان الأحياء المعنية إضافة إلى سكان حي البرج وسكان حي الصنوبر قالوا إن المياه قاطعت حنفياتهم منذ مدة وهو ما أدخلهم في أزمة كبيرة من جراء ذلك، في الوقت الذي لم تثمر فيه جميع التحركات والشكاوى التي قاموا بها على مستوى الهيئات والمصالح المعنية التي لم تبادر حسبهم إلى إصلاح هذه الوضعية المتفاقمة، لتضرب عليهم صمتا مطبقا. مؤكدين على أن أزمة التزود بالمياه عرفت تفاقما كبيرا معارتفاع ثمن الصهريج الواحد إلى حدود 500 دينار جزائري من جراء انعدامها بسبب الطوق المضروب على تحركاتها والحرب الاستباقية التي تقودها المصالح المختصة عليها حسب تبريرات أصحاب الصهاريج المتنقلة. يذكر أن مدينة الجلفة كانت قد استفادت من مشروع للتزود بالمياه وصلت قيمته إلى 240 مليار سنتيم وذلك انطلاقا من الأحواض المائية المتواجدة بمنطقة واد الصدر ببلدية عين الإبل وهو المشروع الذي دشنه وزير الموارد المائية قبل حوالي أربع سنوات، وكانت السلطات المحلية في حينها قد بشرت السكان بأنه من خلال هذا الفتح المبين سيتم القضاء نهائيا على عطش المدينة وأن المياه ستزور الحنفيات على مدار 24 ساعة، ومع أن المشروع دخل حيز الخدمة إلا أن الأزمة المائية لا تزال قائمة ومشكل التزود لا يزال مطروحا مع استثناء الأحياء العريقة كحي الحدائق وحي 05 جويلية وبعض الأحياء الأخرى التي لا تعيش نفس الوضعية وتعتبر مكتفية ذاتيا من هذه المادة الحيوية. وحسب مصادر "البلاد"، فإن عدم نجاعة المشروع في القضاء على عطش المدينة في الأحياء المذكورة يعود بالأساس إلى مشكل التوصيلات الأرضية التي تعيش أوضاعا كارثية جراء قدمها، الأمر الذي أدى إلى عدم ضخ المياه فيها خوفا من حدوث تسريبات كبيرة، في الوقت الذي تؤكد فيه ذات المصادر بأن هناك مشروعا في الأفق يهدف إلى تجديد شبكة التوصيلات الأرضية.