انتهى أخيرا المهرجان الثقافي الإفريقي.. ومع هذه النهاية التي يراها البعض سعيدة والبعض الآخر تعيسة، أتذكر الأزمة السياسية التي مر بها اللبنانيون والتي انتهت بانتخاب البرلمان اللبناني لرئيس جديد بعد مخاض عسير وصراعات دموية في ساحات بيروت وأزقتها وشوارعها..، حتى أن الكتب الحالمة في مكتبات بيروت فزعت كثيرا للأمر، عاد اللبنانيون بكرسي رئاسي من قطر..، كرسي يجلس عليه قائد الجيش ميشال سليمان.. اللبنانيون لايزالون أوفياء في الحفاظ على العادات والتقاليد التي توارثوها منذ قيام الحرب الأهلية التي أتت على الأخضر واليابس في بلد يصدر الجمال والخضرة إلى كل الدنيا..، عسكري يخلف عسكريا.. تلك هي عادات اللبنانيين التي يرفضون التخلي عنها، وهي عادة حميدة لم تكن في يوم من الأيام حكرا على لبنان فحسب.. وإنما كل العالم العربي والعالم الثالث.. ثقافة عسكرية في الحكم وثقافة عسكرية في ممارسة السيادة.. المهم من هذا أن المهرجان الثقافي الإفريقي رآه البعض نافذة نطل بها على الثقافة الإفريقية حتى تنتعش الثقافة الجزائرية قليلا.. وتأخذ من السمرة قليلا.. أزمة لبنان السياسية تشبه أزمة الثقافة عندنا.. نحن دوما نبادر إلى تنظيم المهرجانات نفرح بها ونغني لها حتى تبح الأصوات وتثقب الآذان.. لكن لا أحد يسمع عنا أو عما فعلناه وما احتفلنا به.. لذا من الممكن أن تنتهي أزمتنا الثقافية بنقاش نجريه في بلاد أخرى وبعدها نأتي بكرسي ثقافي من تلك البلاد كما فعل اللبنانيون.. والسلام عليكم والسلام لنا جميعا بإذن الله..