دعا رئيس جبهة العدالة والتنمية، الشعب الجزائري، إلى إحداث ما أسماه «ثورة شعبية سلمية» تهدف إلى تحديد حكامه بيديه، بعدما اعتبر أن بناء الدولة الجزائرية المستقلة وفقا للمبادئ التي رسمها بيان أول نوفمبر، لم يتحقق بعد، من خلال حكمه على أن أبعادها بقيت مجرد مفاهيم تبنتها السلطة على الورق، وفي مختلف المواثيق والدساتير ، لكنها جعلتها في نفس الوقت بعيدة عن أن تتحقق على أرض الواقع.» وقال جاب الله أن الدولة لم تحقق ديمقراطيتها بانتخابات حرة نزيهة، أو بتمكين الأحزاب من التداول على الحكم، ولا اعتبارات اجتماعية تم تكريسها بصون كرامة الشعب في العيش الكريم، ولا هوية وطنية تجسدت بتثبيت العربية لغة، والأمازيغية ثقافة، والإسلام دينا»، على حد قوله. وجاءت كلمة الشيخ عبد الله جاب الله خلال اجتماع مجلس شورى الحزب المنعقد نهاية الأسبوع بمقره في العاصمة، حيث وجه الرجل نداء إلى الشعب للخروج ضد ما أسماه «الوضع الكارثي الذي لا مخرج منه سوى ثورة شعبية»، معتبرا أن «الشعوب التي تريد بناء مستقبلها يجب عليها اختيار حكامها بنفسها و إلا فهي شعوب بلا حرية و بلا كرامة». ونوه في هذا الصدد، بنتائج الثورة المصرية التي قال عنها إنها أعطت دروسا في المنافسة السياسية الحقيقية، رغم الضغوط الممارسة على كل الهيئات التي نظمتها بما فيها القضاء. وقد وردت دعوة رئيس الحزب في سياق تقييمه للمسار الديمقراطي في الجزائر طيلة خمسين سنة من الاستقلال، إذ قال المتحدث «أن النظام الديمقراطي في الجزائر عرف سنة 1989 في الورق».
وتطرق زعيم العدالة و التنمية، إلى الوضع في الساحة السياسية الوطنية، واصفا إياه بحالة «الانسداد السياسي»، منتقدا انصراف كل الأطراف الفاعلة على الساحة السياسية لشؤونها وكأن الوضع لا يعنيها، على حد وصفه، معتبرا بذلك «أن السلطة قد نجحت في زرع اليأس في قلوب المواطنين والسياسيين بمن فيهم من فاز بالانتخابات».