تعرض قسم الاستعجالات الجراحية بالمستشفى الجامعي ابن باديس بقسنطينة في الساعات الأولى من صبيحة يوم الخميس، إلى عملية تخريب واسعة من طرف عشرات المواطنين من أقارب أحد الأشخاص المسعفين بالمصلحة والذي لفظ أنفاسه بعد تدخل الفريق الطبي لإنقاذ حياته لكن دون جدوى متأثرا بالإصابة البليغة التي تعرض لها إثر سقوطه من علو 40 مترا. وقد خلف هذا الاعتداء دمارا كليا للعتاد الطبي بالمصلحة وحالة ذعر كبيرة وسط الأطباء ورئيس المصلحة الذين طالبوا بتأمين المصلحة وتوفير الأمن داخل أماكن العمل حتى لا تتكرر الحادثة مرة اخرى. وأكد لنا مجموعة من الأطباء والممرضين الذين حضروا الحادثة أنهم اجبروا على الاختباء في غرف العتاد منبطحين على بطونهم في الظلام خوفا من هؤلاء المعتدين الذي فاق عددهم 50 شخصا مدججين بكل انواع الأسلحة البيضاء من سكاكين وقضبان حديدية قاموا بواسطتها بتكسير النوافذ والأبواب وكل الأجهزة الطبية التي تحوي عليها المصلحة، مؤكدين في ذات السياق أن مصالح الأمن لم تلب النداء في الوقت المناسب ما مكن هؤلاء الأشخاص من تنفيذ فعلتهم في غياب أعوان الأمن بذات المصلحة. وفي اجتماع طارئ جمع بين مدير المستشفى الجامعي واعضاء الطاقم الطبي بمصلحة الإستعجالات الجراحية أبدى تأسفه الكبير إزاء هذا الحادث مؤكدا في ذات السياق وجوب اتخاذ إجراءات عاجلة لوضع حد لهذه التصرفات العدائية واللا مشروعة التي انتشرت بشكل رهيب في الآونة الأخيرة، مطالبا بدعم عناصر الأمن لحماية هذا المرفق العمومي متمنيا أن تكون هذه الحادثة هي الأخيرة ولن تتكرر مستقبلا. فيما فتحت مصالح الأمن تحقيقا في القضية متخذة كل الإجراءات القانونية اللازمة.