أطلق عبد الله جاب الله الرئيس السابق لحركة الإصلاح والزعيم الإسلامي المعارض، نهاية الأسبوع الماضي، إشارات ود تجاه السلطة فسرها المراقبون على أنها مبادرة منه لرفع الحصار السياسي المفروض عليه. وأبدى جاب الله استعداده للمشاركة في الحكومة وفق ما جاء في تصريح أدلى به أمس لوكالة ''قدس برس'' لكنه شدد على ضرورة توفر شروط لتكون هذه المشاركة فاعلة. وقال جاب الله في حديثه إنه ''لا يوجد أي مانع لحد هذه الساعة من المشاركة في العمل الحكومي، فكل من تبنى العمل السياسي التغييري العملي يكون من حيث المبدأ على استعداد للمشاركة في الحكومة''، مستدركا بالقول ''لكن إذا توفرت شروطها التي تجعل منها مشاركة إيجابية وفعالة وترفع من قدر الحزب المشارك وتعزز دوره في المشاركة''. وفي رده على سؤال ''البلاد'' حول طبيعة الشروط التي يضعها للمشاركة في الحكومة، ذكر جاب الله في بداية الأمر أن موقفه من الموضوع ليس جديدا، وقال إنه سبق وأن كتب الكثير عنه قبل أن يستدرك ''هذه الشروط ليس للتداول العلني''، في حين أضاف أنه يريد ''مشاركة عزيزة ومشروعة في الحكومة وليس مشاركة ذليلة وغير مشروعة''. من جهة ثانية، وفي خرجة قد يفسرها خصومه أنها خطوة للتقرب من السلطة وخصوصا المؤسسة العسكرية، هاجم جاب الله عبر قناة ''الجزيرة'' ووكالة ''قدس برس'' تحريك فرنسا لملف مقتل الرهبان السبعة شهر ماي 1996واعتبر جاب الله أن فرنسا تسعى إلى كسب المزيد من النفوذ في الجزائر باستخدام كل ما لديها من أوراق ضغط، مشيرا إلى أن ''العلاقة بين الجزائروفرنسا بالغة الحساسية، والتعاطي معها أيضا يكون بالغ الحساسية''، وأكد جاب الله أن فرنسا وعلى الرغم من أنها صاحبة الامتيازات الكبرى في السياسات الثقافية والاقتصادية، إلا أنها تسعى دائما لتوظيف كل ما تملك من أوراق بغرض ممارسة المزيد من الابتزاز. وأكد في السياق ذاته أن شهادة الجنرال المتقاعد بوشوالتر للعدالة الفرنسية بشأن مقتل الرهبان الفرنسيين عام 1996عن طريق ''الخطأ'' على يد الجيش الجزائري ''شهادة مهزوزة'' تأتي ضمن هذا السياق، مشيرا إلى أن الجنرال المتحدث كان وقتها ملحقا عسكريا لبلاده وكان عليه حماية المواطنين الفرنسيين، معتبرا أن شهادة من هذا النوع لا يمكن فهمها خارج هذا السياق، ولا يعتد بها''، على حد تعبيره. وأشار جاب الله ل''قدس برس'' إلى أن الرغبة الفرنسية المستمرة في تقوية نفوذها بالجزائر مدفوعة أيضا بالتنافس مع تنامي النفوذ الأمريكي في الجزائر، وقال: ''فرنسا تريد المزيد من النفوذ الثقافي والامتياز الاقتصادي، ولو تحقق لها ما تحقق عبر رجالاتها النافذين في البلاد''. مشيرا إلى ربط تنامي النفوذ الأمريكي لاسيما في قطاع المحروقات مع هذه المساعي الفرنسية''، كما قال. وجاءت تصريحات جاب الله ضمن مسعى أساسي لرفع اسمه من لائحة الشخصيات والقوى السياسية المعارضة الموجودة تحت الحصار السياسي والإعلامي الرسمي. ويبذل الزعيم ''الإسلامي'' جهودا مضنية للعودة إلى الساحة عبر التحالف مع خصومه السابقين في حركة النهضة في ظل التقارير بأن عودته غير مرحب بها على مستوى السلطة. وفي هذا السياق رحب السعيد بوحجة المكلف بالإعلام في قيادة جبهة التحرير الوطني بتحفظ على ما صدر عن جاب الله، واعتبر أنه معطى جديد لكنه اشترط قيام شريك الأفلان سابقا في عقد روما بدعم برنامج الرئيس بوتفليقة. فيما اعتبر قيادي في الأرندي ما صدر عن جاب الله فرقعة إعلامية الهدف منها جلب الاهتمام إلى شخصه، جازما أنه أبعد ما يكون عن الحكومة والتحالف الرئاسي .