حزب غول والمشاركة في المحليات على رأس جدول الأعمال تلقى أعضاء مجلس الشورى لحركة مجتمع السلم دعوة رسمية للاجتماع في دورة عادية أيام 26، 27 و28 جويلية 2012، بعد تأخر دام شهرا كاملا عن موعدها المعتاد، كونها «دورة سداسية» تنعقد كل ستة أشهر مع أواخر ديسمبر ونهاية جوان من كل سنة. وقد بررت «مصادر داخلية» ذلك، بتزامن تاريخها الأول مع الخروج من الاستحقاق التشريعي الأخير الذي أعقبه مباشرة تنظيم ملتقى الشيخ محفوظ نحناح رحمه الله. وينتظر أن يناقش أعضاء الهيئة الشورية مواضيع حساسة ومهمة في سياق الوضع الداخلي الذي تمر به حركة «حمس»، وفي مقدمتها القضايا التنظيمية، وذلك على خلفية ما تم تداوله إعلاميا وعلى نطاق واسع، بشأن قرار الوزير السابق والنائب الحالي عن «تكتل الجزائر الخضراء» عمار غول، تأسيس حزب مستقل، وقد كشف الرجل علانية عن رغبته في ذلك عبر صفحته الشخصية على الشبكة الاجتماعية، مما بدد صحة كل التأويلات والقراءات التي كانت تراهن على تصنيف «الخبر» ضمن دائرة المناورة والضغط، لحمل قيادة الحركة عن التراجع، بشأن قرارها القاضي بعدم المشاركة في الحكومة المقبلة. علما أن وزير الأشغال العمومية السابق لم يعلن حتى الآن تطليقه لحركة الراحل محفوظ نحناح، رغم إعلانه النية في التوجه نحو «الانفصال» التنظيمي، والمبادرة بتشكيلة سياسية بديلة. ويرتقب أن تنال هذه القضية حيزا واسعا من النقاش، يرجح أن يصب في خانة الالتزام بقرارات المؤسسة، وما يقتضيه ذلك من فرض قواعد الانضباط، مع استيضاح الحقيقة من الوزير غول، طبعا إذا حضر أشغال الدورة، وإن كان ذلك غير وارد لدى الكثيرين، في ظل استبعاد فتح موضوع المشاركة الحكومية من عدمه مجددا، إثر التطورات الأخيرة. وقد أدرج أيضا في جدول الأعمال المقترح، تقييم أداء الحركة في الانتخابات البرلمانية للعاشر ماي الماضي، وكذا استشراف موقفها بشأن دخول المحليات المقبلة، وإذا كان التقييم يفترض فيه أن يمر بسلاسة، على اعتبار أن هياكل حمس قد قطعت شوطا كبيرا في وقت سابق ضمن هذا السياق، خلصت من خلاله إلى أن العملية الانتخابية كانت «مزورة»، وأثنى أبو جرة سلطاني مرارا على جهود قواعده في الميدان، قبل أن تسرق منهم أصواتهم، كما زعم، فإن قرار المشاركة في المحليات القادمة وصيغتها أيضا، فيما يمكن أن تكون منفردة أم جماعية، يتوقع أن يثير نقاشا حادا داخل المجلس، في ظل تذمر البعض من عبء التحالف، ونزوع حركة حمس مؤخرا إلى ممارسة المعارضة بشكل أكثر وضوحا، لا سيما بعد مقاطعتها لهياكل المجلس الشعبي الوطني. وقد ذكرت مصادر مطلعة ل«البلاد»، أن رئيس الحركة أبو جرة سلطاني، سيقدم خلال دورة المجلس «ورقة سياسية» خاصة، يتعرض فيها لمستقبل الحزب في كنف المعارضة، للمرافعة عن فرص حمس السياسية والاجتماعية والدعوية ضمن وضعها الجديد، بهدف تطويق حالة الخوف التي تنامت وسط المناضلين من تداعيات خيار الخروج من الجهاز التنفيذي، ليرسم بذلك آليات العمل ومفردات الخطاب للمرحلة القادمة، مثلما كشف مصدرنا. تجدر الإشارة إلى أن الدورة ستفتتح رسميا صبيحة يوم الجمعة 27 جويلية 2012، بفندق الرؤوف ببلدية اسطوالي بالجزائر العاصمة.