لا تزال العديد من المسلسلات التي أطلت خلال الشهر الفضيل، تثير نقاشا وجدلا حادين انتقلا حتى إلى مواقع التواصل الاجتماعي عبر شبكة الإنترنت. وبعد العاصفة التي خلفها عرض «عمر» الذي يروي سيرة ثاني الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب، دخل على الخط مسلسل «الأخت تيريز» للفنانة حنان ترك الذي تعرضه بعض الفضائيات العربية، حيث اتهم بالتحريض ضد الأقباط. وكانت الرقابة المصرية أجازت بث العمل بعدما شاهدت كامل حلقاته قبل بثه، لتفادي كل ما يثير فتنة بين المسلمين والأقلية المسيحية في مصر. ودافعت بطلة المسلسل حنان ترك عن دورها، وقالت إنه لا يتضمن أي نوع التحريض ضد الأقباط، ولو كانت استشعرت هذا أثناء قراءتها «السيناريو»، ما كانت وافقت على القيام ببطولته منذ البداية. ورغم هذا، رفع محامون مصريون دعاوى قضائية ضد المسلسل أمام المحاكم مطالبين بوقفه فورا بحجة أنه يثير الفتنة بين المسلمين والأقباط. وتدور أحداث المسلسل حول فتاتين توأم «تريز وخديجة» تتقمص شخصيتهما معا الممثلة حنان ترك، حيث تفترقان بعدما تخلت عنهما والدتهما وهما رضيعتان. ووضعت الأولى أمام باب كنيسة والثانية أمام باب مسجد. في السياق ذاته، لا يزال العديد النشطاء الرافضين لعرض مسلسل «عمر» على قناة «آم بي سي» يعلنون عن رفضهم الشديد لهذا العمل من خلال حملات في الإنترنت. وانضم ثري سعودي إلى هذه الحملات معلنا استعداده للتكفل بتقديم الأموال التي أنفقت على إنتاج المسلسل مقابل وقف عرضه. واكتسبت الحملات الرافضة للمسلسل بعدا إضافيا تجاوز تحريم تجسيد الصحابة في الأعمال السينمائية بحسب الكثير من «الفقهاء»، لتصل إلى التأكيد على أن اعتراض شريحة واسعة من الشباب المسلم يكمن في أن المسلسل «يحمل تحريفا لسيرة حياة الخليفة عمر بن الخطاب مما يعني تشويها لصورته الحقيقية»، كما اعتبر البعض أن اسم المسلسل «عمر» دون إضافة أي لقب بحد ذاته إساءة للصحابي الجليل. ومن جانبها، رفضت محكمة كويتية البت في قضية رفعها محامِ كويتي ضد مجموعة «آم بي سي» تهدف إلى وقف عرض المسلسل، استنادا إلى فتاوى وآراء شرعية تقضي بعدم جواز عرض المسلسل لتجسيده الصحابة في هذا العمل الفني. من ناحية أخرى، قالت وزارة الدفاع اليمنية إنه توجد حالة من الاستياء الشعبي العارم في اليمن من مسلسل سعودي يسخر من اليمنيين يحمل عنوان «واي فاي». وكان المسلسل في حلقته السادسة قدم اليمنيين على أنهم مجموعة من الإرهابيين الذين يتزعمون خلايا نائمة للإرهاب ويتصرفون بغباء وحمق. ويرى ناقدون فنيون يمنيون أن الحلقة السادسة من المسلسل خصصت لإلصاق تهم الإرهاب والإساءة إلى اليمنيين وازدراء ملابسهم التقليدية، وخاصة حمل السلاح الأبيض «الجنبية» ومضغ نبتة «القات» المنبهة.