نفى شقيق شيخ الزاوية العلوية، في هذا الحوار المقتضب، أن يكون كتاب الشيخ خالد ''بدعة'' ابتدعها في طريقة الكتابة عن السيرة النبوية، معتبرا أن الانتقادات التي أثارها صدور الكتاب في فرنسا ''كلام فارغ'' و''مهاترات'' لا تسمن ولا تغني فضول الملايين ممن يريدون معرفة الرابطة الروحية للدين الإسلامي والمسلمين. كما اعتبر أن الإسلام دين يسر وليس عسر لتبرير كسر المقدسات الإسلامية على شاكلة المشركين الذين يتباهون بالتماثيل والصور الوضعية لرموز الديانات السماوية، مستدلا بقوله صلى الله عليه وسلم: ''إنما أنا بشر مثلكم...''. كما رفض الاذعان لاستنكار الرأي العام ومطالب هيئات رسمية سحب كتاب ''الصوفية الإرث المشترك'' من التداول وإعادة تصحيح خطأه وطبعه دون صور. أثار كتاب أخوكم الشيخ خالد بن تونس حفيظة هيئات دينية وثقافية ومشاعر المسلمين لاحتوائه صورا إيحائية نسبت للأنبياء وإمام المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم. ٌألا تظنون أن السابقة خطيرة في مسار الكتابة عن السيرة النبوية والوصف الذي لا توفيه أي صورة حقه؟ يا أخي موضوع الساعة هو طرح للقضايا المصيرية وذات الأهمية مثل كيفية توحيد المسلمين على كلمة سواء، اليوم أكثر من أي وقت مضى وليس الدوران حول كلام فارغ أو في جدال عقيم مثل الذي يدور حول محاولة الشيخ تقديم رؤية متجددة للسيرة عموما وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم . ٌهل تعتقدون أن الدفاع عن قداسة نبي الأمة كلام فارغ ؟ الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم قدوة هو أخلاق عالية ورآه الناس في منامهم. وعاصره المسيحي، المشرك، الكافر والكاتم لإيمانه من بسطاء قريش والمدينة وأشرافهما. والدين الإسلامي هو القدسية وهو يحرم التقديس على عكس الكتابيين. ٌ لكن صورة الرسول أكبر من أن يحتويها خيال فما بالكم بصورة أو إطار؟ الخيال يبقى خيال وأنا لا أعتمد على الخيال لتصوير صورة عن الرسول صلى الله عليه وسلم. الرسول نور على نور وليس صورة. فهل نستطيع رسم النور أو التحديق فيه؟ ثم لا ننسى أن الرسول عليه السلام قال عن نفسه ''إنما أنا بشر مثلكم'' وقال ''كنت نبيا وآدم من طين''. ٌولكن بمنطقكم هذا أسستم لتهوين الرموز الدينية المقدسة وأخطر من ذلك أنه يمكن لأي كان أن ينحت أصناما من طين ويبيعها تحت تسمية ''آدم عليه السلام''، ومنه إجازة نحت مجسمات لمحمد صلوات الله عليه، ألا تكون خطورة ذلك على الدين ككل؟ ديننا لا يحب الغلو وهو دين يسر وليس دين عسر، ومن الغلو أن ندور في مهاترات لا قبل للنقاش الحضاري بها. العالم اليوم بحاجة إلى تجاوز الصور والارتقاء إلى العمل والدعوة بالحكمة الحسنة. وما صدر في الكتاب شيء شكلي لأن المهم هو المادة التي تعتبر تراثا مشتركا بين الأمم. أعتقد أنه حان الوقت لتجاوز الكلام الفارغ والاجتهاد لتقديم الصورة الحقيقية للإسلام والمسلمين . ٌكأنكم غير مبالين بعواقب بدعة مثل هذه ورفض أطراف على نطاق واسع صدور كتاب ''الصوفية الإرث المشترك'' أو إعادة طبعه دون صور؟ أي عواقب يا أخي أنا لا أرد على مثل هذه الأسئلة. الكتاب محاولة لتقديم معارف جديدة عن سيرة الأنبياء وأن الإرث المشترك بينهم أكثر من الصور التي تتحدثون عنها. ٌيفهم منكم أننا نستطيع أيضا نسب أي صورة للنبي هكذا ببساطة بل وحتى العبث بصورته على شكل كاريكاتوري؟ تشيرون إلى أحداث التي أعقبت الرسومات الكاريكاتورية للدانمركي. فانظر ماذا فعلت هذه الرسومات. هل أساءت للرسول بالقدر الذي أفادت به الدين الإسلامي. العالم اليوم كله يبحث عن سر هذا الرجل وما هي رسالة الدين الذي جاء به. وقد أسلفت أن الرسول نور وقدوة والعبرة في ما حمل للبشرية من رسالة وليس الصورة في حد ذاتها. فكل واحد يتصوره كما يشاء في مخيلته. ٌهذا صحيح وليس أن تفرض صورة من خيالكم كما جاء في الكتاب؟ نحن لا نعتمد على الخيال لتقديم أي صورة للإساءة إلى شخص النبي الأكرم. ٌوماذا عن الكتاب هل يسحب من السوق ويعاد طبعه دون صور كما يتمنى المجلس الإسلامي الأعلى وتطلب جمعية العلماء المسلمين ذلك؟ أبدا، من المستحيل أن يسحب الشيخ خالد الكتاب من السوق ويعيد طبعه لأنه كلف الكثير من المال والجهد لإنجازه وتقديمه للقراء. ٌوإذا تمت مصادرته بالجزائر أو منعه من الدخول، فماذا أنتم فاعلون ؟ لا أدخل معكم في جدال لا طائل منه وأكتفي بالرد على ما سلف وأستسمحك للمقاطعة بسبب الارتباطات.