الأفلان استقطب 17 ألف شاب منذ المؤتمر التاسع، أكد الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عبد العزيز بلخادم، أن المعارضين في حزبه الذين يهددون بالتصعيد خلال الأيام القادمة لن يؤثروا على نتائج الأفلان خلال الانتخابات المحلية المقبلة، وقال «لو يملكون القدرة على التأثير لكانوا أثروا على نتائج الأفلان في التشريعيات». وقلل بلخادم، سهرة أول أمس، خلال الندوة التكوينية الجهوية للشباب بالمقر المركزي للحزب، من حجم الصراع الداخلي الذي شهده الحزب على خلفية إعداد قوائم الانتخابات التشريعية، معتبرا أنها «مجرد احتجاجات لبعض الغاضبين على خلفية الرغبة في التموقع»، مضيفا أنه على استعداد لتقديم أسباب غضب هؤلاء «واحدا واحدا». بينما رفض وصف ما يحصل في حزبه بالأزمة، على اعتبار أن الحزب معتاد على مثل هذه الأحداث مع كل موسم انتخابي. واستطرد المتحدث مطولا، ردا على سؤال صحفي، عن مدى تأثير أزمة الحزب على حظوظه مستقبلا، وقال «لو كانت الصحافة محايدة وموضوعية لكانت أول من شهد على أن الخلاف في حزبنا ظاهرة صحية، لأننا لا نقمع رأيا ولا نحجر على أحد ولا نمنع مناضلا، أو قياديا، من إبداء رأي مخالف»، ودع «الآخرين» إلى القبول بمدبأ العمل الديمقراطي الذي يعني أن «الأغلبية تحكم والأقلية تعرض وتعمل على أن تكون لها الأغلبية مستقبلا»، وحذر من أن يصبح الأمر «كمن يسعى إلى الأغلبية ولما يفشل يحمل الشعب مسؤولية فشله، أو يقول إنه أخطأ في الشعب»، وهي «إشارة» إلى بعض الأحزاب التي رفضت الاعتراف بهزيمتها في التشريعيات الأخيرة، و«غمز» لزعيم الأرسيدي المستقيل سعيد سعدي الذي قال في مطلع التسعينيات إنه أخطأ في الشعب. وبدا بلخادم في غاية الاطمئنان وهو يتحدث أمام قرابة الألف شاب قدموا من مختلف محافظات العاصمة وبعض ولايات الوسط، خاصة عند تفاعل الحضور مع حديثه عن ضرورة انتقال المسؤوليات داخل الحزب من جيل الثورة إلى جيل الاستقلال «لكن من غير نكران للجميل ولا إنكار لحكمة وتجربة من سبق». ولدى تطرقه للانتخابات المحلية المرتقبة في 29 نوفمبر القادم، بدا أمين عام الأفلان واثقا من أن حزبه «سيحصد الأغلبية»، لكنه دعا إطاراته ومناضليه وقاعدته إلى عدم الاتكال بل «يجب العمل والبقاء بجانب المواطن». وفي السياق، أكد بلخادم ما ذكره في مواعيد سابقة من أنه سيخصص نسبة للشباب ضمن قوائم الحزب للانتخابات المحلية البلدية والولائية، من أجل إعدادهم لتحمل «لمسؤوليات التسييرية»في المستقبل، باعتبار أن مسؤولية تسيير مختلف المؤسسات ستؤول حتما إلى من هم شباب حاليا». بدوره، اعتبر عضو المكتب السياسي المكلف بأمانة الشباب والطلبة، عبد القادر زحالي أن الأفلان يملك من القوة والحيوية مايؤهله لكسب العديد من النجاحات المقبلة خاصة منها المحليات التي على الأبواب، وحيا زحالي الشباب والطلبة على تفاعلهم مع نشاطات الأمانة التي نظمت إلى حد الآن 34 ندوة جهوية، لتكوين الشباب وتدريبهم على العمل السياسي، بإشراف مباشر من الأمين العام عبد العزيز بلخادم. هذه الكثافة البرامجية المتعلقة بدائرة الشباب والطلبة، دفعت العديد من المراقبين، إلى القول إن بلخادم ينفذ «مخططا عمليا» لاستقطاب الكوادر من الكفاءات الجامعية والشبابية وتغذيتها بأفكار ومرجعيات الأفلان، حيث يبدو الحزب العتيد الوحيد في الجزائر الذي يخصص نشاطات ودورات تدريبية بهذه الكثفاة لفائدة الشباب والطلبة، فمن الناحية الحسابية، يكون الأفلان قد استطاع جمع ما لا يقل عن 17 ألف شاب منذ المؤتمر التاسع في جانفي 2010، عبر 34 ندوة كان معدل الحضور فيها لا يقل عن 500 شاب، وهي أرقام «مهولة» تبين حجم الرهان الذي يضعه بلخادم على هذه الشريحة في المستقبل، بعدما استطاع تغيير الصورة النمطية عن كون الأفلان «حزب الشيوخ والمتقاعدين». للإشارة، فإن الندوة التكوينية التي جرت بمقر الحزب تم فيها عرض ثلاث محاضرات، الأولى للبروفيسور بوعزة بوضرساية عن «المرجعية الفكرية لحزب جبهة التحرير الوطني»، والثانية عن «الإعلام والسياسة» للدكتور محمد عماري، والثالثة بعنوان «شباب الأفلان وعصرنة الرقمية» للدكتور عبد اللوش عثمان.