الأزمة تزحف من المدينة إلى كافة البلديات تشهد شبابيك الدفع خاصة على مستوى البنوك ووكالات البريد بولاية عنابة يوميا مع اقتراب عيد الفطر طوابير لا متناهية من الزبائن، التي أصبحت تنتابهم حالة من السخط والاستنكار، بفعل انعدام السيولة. تحوّلت يوميات المواطنين منذ أكثر من شهر بولاية عنابة ومنهم الموظفون والتجار ورجال الأعمال القاصدون لشبابيك البنوك لسحب أموالهم إلى رحلة عذاب ومعاناة حقيقية، حيث يضطرون إلى تشكيل طوابير طويلة لا تنتهي يبذلون فيها الجهد على حساب كرامتهم ودون تمكين العديد منهم من قضاء حاجتهم، حيث عادة ما يتلقون أجوبة «الدراهم ناقصة.» وهي الوضعية التي وقفنا عليها في العديد من الوكالات البنكية. وعبر لنا المواطنون عن سخطهم واستنكارهم لهذه الوضعية التي عطلت مصالحهم مع اقتراب عيد الفطر، مثلما قال أحدهم، «لقد تحوّلت أموالنا لدى هذه الوكلات إلى محجوزات بغير مبرر، والتي هي في الغالب أجرة شهرية أو منحة هزيلة «. ويضيف آخر «لقد تحولنا إلى متسولين نقف في طوابير منذ الساعات الأولى من الصباح ، وهي الوضعية لم تحرك مسؤولي هذه البنوك». وفي دائرة عين الباردة ما تزال الطوابير اللامتناهية للمواطنين مثلما وقفت عليه «البلاد» تصنع يوميا ديكورا اعتاد عليه أصحاب الحسابات الجارية أمام مكاتب البريد من أجل سحب مرتباتهم، ويتزامن هذا مع دفع الرواتب الشهرية، مما يحدث جوا من التوتر في أوساط المواطنين منذ الساعات الأولى من صبيحة كل يوم، خاصة في الايام القليلة الفارطة. حيث ازدادت الظاهرة تعقيدا. وحسب بعض المواطنين الذين التقتهم «البلاد»، فقد أكدوا أن مثل هذه الحالات تعودوا عليها منذ مدة وأن حلها قد يطول، فيما طالب البعض الآخر بإيجاد الحلول المناسبة لهذا المشكل الذي أثقل كاهلهم وعكر أجواءهم، بل وأصبحت هذه الإشكالية تثير سخط كل من التقيناهم والتي قد لا تنتهي، والأدهى من ذلك حسب هؤلاء أنه حتى المراكز الفرعية تعاني المشكل أمام عدم توفر السيولة المالية التي تنفد في زمن قياسي، لتبقى بعد ذلك شبه مهجورة بعد أن يغادرها الجميع. وبالرغم من الإجراءات التي لجأت إليها السلطات بعد وصول هذا المُشكل إلى ذروته بداية شهر رمضان حسب الزبائن، إلا أن الأمر بقي مطروحا بدرجة أقل على مستوى بعض البلديات وعاد إلى الواجهة بشكل واضح خلال الأيام الأخيرة وتسبب في حدوث احتجاجات وقطع لطرق ولائية من قبل المواطنين وهو ما حدث قبل يومين في بلدية العلمة ولا يُستبعد في حال عدم التدخل العاجل للسلطات انتقال العدوى إلى بلديات أخرى أخرى. ولا يجد المواطون على مستوى بلديات الشرفة، العلمة وعين الباردة جوابا مقنعا للأسباب التي تقف وراء هذا المُشكل من قبل المسؤولين الذين يكتفون بالتأكيد على أن بريد ذات البلدية أو الجهة لم يتلق الكمية المالية الكافية والكفيلة بالاستجابة إلى الكميات المطلوبة يوميا. والغريب في الأمر، أن مشكل نقص السيولة غير مطروح بتاتا في بعض البلديات والدوائر الموجودة في الولاية وهو ما يُقلق المواطنين ويجعلهم يتساءلون عن الأسباب التي تقف وراء ذلك. من جهته أكد المدير الولائي للبريد بعنابة أن إدارته قد وضعت جملة من الحلول العاجلة لإنهاء هذا الإشكال الذي طال أمده ويتمثل في إشعار الجهات المركزية بضرورة توفير السيولة النقدية على مستوى الولايات المجاورة والعمل على تحويل المقر الاجتماعي التابع لبلدية عنابة الواقع بديدوش مراد الى مكتب بريدي خاص بالفئات الاجتماعية المعوزة ومضاعفة أعداد أجهزة الموزغ الآلي، بالإضافة الى إنجاز مكاتب بريدية بواد الفرشة والبوني وبوخضرة وتزويدها بموزعات آلية. الى ذلك دافع مسؤولو الوكالات البنكية عن مؤسساتهم، بقولهم إن المشكل ظرفي، ويوجهون أصابع الاتهام إلى بنك الجزائر بصفته مصدر المال الذي لم يعد يوفر لهم القدر الكافي نظرا لضعف الحصّة المالية التي تصل من العاصمة أمام زيادة الكتلة المدفوعة.