عمدت الجماعة السلفية للدعوة والقتال بإمارة الأمير الإرهابي عبد المالك دروكدال إلى البحث عن معاقل جديدة والمسماة بين العناصر الإرهابية ب''المناطق الرمادية'' للهروب من الضغط المفروض عليها جراء عمليات التمشيط التي تقودها قوات الجيش الوطني الشعبي المدعمة بفرق مكافحة الإرهاب وذلك بمحاصرة مختلف المناطق للعناصر الإرهابية والمحددة على مستوى مثلث الموت والممتد من جبال دلس من جنوب شرق بومرداس إلى الحدود ببن ولايتي بومرداس وتيزي وزو من غابات سيدي علي بوناب وميزرانة إلى حدود بجاية بغابة أكفادو والتي تعتبر من المراكز الرئيسية للعناصر الإرهابية. وحسب نفس المصادر، فإن قوات الأمن المشتركة رسمت خطة محكمة للتحكم في تنقل العناصر الإرهابية الذين يبحثون عن فرصة لتنفيذ الأعمال الإرهابية وذلك بمحاصرتهم في معاقلهم لعزل الجماعات عن بعضها خاصة مع غياب طرق الاتصالات الحديثة بين العناصر الإرهابية، فبعد أن تمت محاصرة عناصر كتيبة الأنصار والمقدر عددهم 16 عنصرا في معاقل جبال سيدي علي بوناب تم رصد تحركاتهم بجبال تيمزريت، حيث حاولوا عقد أكثر من 40 اجتماعات للتخطيط للأعمال الإجرامية وذلك لتفكيك الحصار على جماعة بوناب. وقد تم إحباطها وتنفيذ عدة عمليات ناجحة بالمنطقة بالقضاء على إرهابيين والقبض على عنصري الدعم والإسناد وتفكيك كازمة استرجعت منها مؤونة من مواد غذائية ومواد متفجرة. نقل القيادة إلى جبال ''تيمزريت'' وحسب المتتبعين للوضع الأمني، فإن العناصر الإرهابية قد نقلت معقل تمركزها الأساسي إلى منطقة تيمزريت التي كانت فيما قبل مركز نقطة عبور تربط بين مختلف المناطق من شعبة العامر إلى تيزي غنيف وبني عمران عمال ومناطق تواجد الكازمات المخصصة للاختباء في وقت الحاجة، وعليه كانت العناصر الإرهابية تتجنب تنفيذ أي عمل إرهابي بها لإبعاد الأنظار عنها لتلجأ إليها في الأخير باعتبار أنها الحل الوحيد لجمع بقابا العناصر المشتة في سرايا تعد عناصرها على أصابع اليد من كتيبة ''الفتح'' التي تعد أيامها الأخيرة بعد القضاء على أميرها الإرهابي بن تيطراوي عمر المكنى ''يحيى أبو خيثمة'' والنشطة بجبال الكحلة وخميس الخشنة وقورصو. وقد تم تصفيتها نهائيا العناصر الإرهابية، بعد أن كانت من النقاط الخطيرة ببومرداس لقربها من العاصمة وكتيبة ''الأنصار'' التي تقلص عدد عناصرها وسراياها بعد القضاء على سرية ''الشام'' المتوغلة بجبال أقونيسكر بشعبة العامر وكتيبة الفاروق التي شهدت نهايتها في شهر فيفري الفارط بتفكيكها من طرف أمير السلفية دروكدال وضم بقاياها إلى سرية ''الشام'' قبل أن يقضى عليها وهي النقلة التي تنبئ بنهاية التنظيم الإرهابي، فبعد أن كان يعاد تعيين النشاط في الكتيبة أو السرية بعد القضاء عليها وتعيين أمير جديد عليها أصبح نهاية كل كتيبة وسرية بمجرد القضاء على أميرها وذلك لعدم وجود عناصر يمكن من خلالهم تشكيل سرية جديدة على أنقاض السرية المقضى عليها. وبسبب عدم وجود عناصر يمكن الثقة فيهم وتعيينهم كأمراء ونتيجة تصاعد الفتنة بخصوص تعيين أمير عن آخر.من جهة أخرى، لم يمس التغيير قاعدة تنظيم الجماعات الإرهابية بل امتد إلى البحث عما يعوض الخلايا النائمة التي تم تفكيك العديد منها ببومرداس باعتبارها أنها المسؤولة عن تمويل العناصر الإرهابية بالمنطقة وتوفير كل ما يلزمها من المواد المتفجرة وهذا ما أدى بالبحث عن مناطق لإنشاء كازمات قريبة من التجمعات السكنية بالقرى والمداشر لضمان على الأقل المواد الغذائية، تمكنت قوات الأمن المشتركة التي تفطنت للعناصر الإرهابية، من تفكيكها.