أفادت مصادر موثوقة أن الأمير الوطني للجماعة السلفية للدعوة والقتال عبد المالك دروكدال المكنى أبو مصعب عبد الود ود، قد قطع منذ أكثر من شهر كل الاتصالات بالجماعات الإرهابية المنضوية في التنظيم الإرهابي المسلح، وذلك بعد أن عزل نفسه رفقة إرهابيين يمثلون اليد اليمنى لأمير السلفية وموضع الثقة المتبقية لديه في مكان سري غير معروف لدى الأمراء الذين عينهم على رأس الكتائب والسرايا، وذلك لحماية نفسه من وقوعه في كمين، بعد أن فقد الثقة في كل عناصره حتى أولئك الذين أمضوا سنوات طويلة في التنظيم الإرهابي.. هذا الإجراء الطارئ الذي اتخذه دروكدال لحماية نفسه من هلاك رآه قريبا بعد الضربات التي تلقاها التنظيم في قلب معاقله من طرف قوات الجيش المدعمة بفرق مكافحة الإرهاب، فقد خلالها في ظرف أقل من شهر أكثر من 20 إرهابيا من بينهم 3 أمراء بداية بالإرهابي بن تيطراوي عمر المكنى يحيى أبو خيثمة أمير كتيبة الفتح في قلب مدينة بومرداس، وذلك بعد المعلومات التي أفاد بها تائبون سلموا أنفسهم في الفترة الأخيرة، وبعدها أمير اللجنة الطبية لمنطقة الوسط في السلفية الإرهابي بلعيد أحمد المكنى أبو سليمان.. سقوط الإرهابيين كان بمثابة نكسة للدموي الأول في التنظيم الإرهابي باعتبارهما من قدامى التنظيم وأكثرهم دموية، فالإرهابي بن تيطراوي عمر انخرط في الجماعات الإرهابية سنة 1994 وكان من المخططين لجرائم شنيعة على مستوى مناطق قورسو، بودواو، بومرداس وتيجلابين التي تنشط بها كتيبة الفتح تليها سرية الشام الذي حاول دروكدال بعث النشاط بها من جديد بضم بقايا عناصر كتيبة الفاروق وتعيين الإرهابي جعدي بوعلام المكنى طلحة أبو يونس أميرا بالنيابة عن الإرهابي أبو هشام واسمه الحقيقي دلسي عيسى، المصاب بمرض مزمن، ليتم إسقاط 8 رؤوس يعتبرون من قدامى التنظيم الإرهابي، من بينهم أبو هشام أمير السرية التي كانت معاقلها بجبال أقونيسكر منذ سنوات التسعينات والمصنفة من أخطر المناطق لوقوعها في نقطة تربط بين ولايات تيزي وزو، البويرة وبومرداس. اختراق معاقل سرية الشام بجبال أقونسيسكر تعتبر من أكبر النجاحات المحققة من طرف قوات الجيش المدعمة بفرق مكافحة الإرهاب، ما زرع اللاثقة بين عناصر التنظيم الإرهابي وكل واحد يحرس صاحبه من بعيد، خاصة بعد أن سلم بن تواتي علي المكنى أمين نفسه للاستفادة من تدابير المصالحة الوطنية، وهو أمير سابق لكتيبة الأنصار، كما أصبح أغلب الإرهابيين يتأهبون لإيجاد فرصة للاستفادة من تدابير المصالحة، خاصة الذين كانوا ينشطون تحت إمارة الإرهابي بن تواتي علي. إرهابيون يتخلون عن جماعاتهم وآخرون يفرون إلى مالي والنيجر من جهة أخرى، أكدت نفس المصادر أن الفتنة وسط الجماعة السلفية للدعوة والقتال زادت حدتها في الأشهر الماضية، بعد أن تمكنت قوات الجيش من اختراق التنظيم في قلب معاقله التي كانت محظورة منذ سنوات التسعينات، وهذا ما برهن على فشل تسيير دروكدال للتنظيم مما أدى إلى وجود تداعيات لإنهاء إمارته وتعويضه بإرهابيين يتناحران على الإمارة وهما الإرهابي أمير منطقة الشرق المكنى العنابي وأمير اللجنة الإعلامية للسلفية المكنى ''أبو داود'' واسمه الحقيقي موسى، وهو ينحدر من منطقة خميس الخشنة ببومرداس. وعليه اختار دروكدال العزلة بحاشيته مؤقتا خوفا من أن يغدر به من طرف أحد حلفاء منافسيه عن الإمارة والذين كانوا من الرافضين لسياسته وكان مالقيه التنظيم من تشتت أكبر حجة لجماعة العنابي وأبو دواود لعزل دروكدال وأعوانه من قيادة السلفية. وتضيف نفس المصادر أن أغلب الإرهابيين قد تخلوا عن جماعاتهم وذلك للهروب من أي عملية قصف أو تمشيط لقوات الأمن. فيما أفادت مصادر متطابقة أن بعضهم يتوجهون نحو مالي والنيجر، وذلك بعد أن يستولوا على أموال جماعاتهم التي كانوا ينتمون إليها. أما من يرغبون في التوبة والعودة إلى أحضان المجتمع، فبعد أن تصاعد عدد التائبين، قام التنظيم الإرهابي باتخاذ إجراءات صارمة ضد العناصر الإرهابية وذلك بتصفية كل من تسول له نفسه التوبة، فقد تم تسجيل في نهاية الشهر الفارط فقط 3 اغتيالات نفذتها عناصر إرهابية على من أكتشف أمره أو حامت حوله الشكوك برغبته في التوبة، من بينهم إرهابي من سكيكدة وآخر من منطقة مرشيشة بتيجلابين وقد عثرت على جثته مذبوحًا من طرف قوات الأمن المشتركة.