جمعة الغضب لاسم النبي الأعظم التي اجتاحت جل العواصم الإسلامية والعربية، لتسجل موقفا، ولو عن طريق الصراخ، مرت في جزائر الثورة والثائرين (؟؟) بردا وسلاما على السفارة الأمريكية وعلى الحكومة، حيث اللاحدث، كان سيد «الصلاة» وسيد الجمعة وسيد «النصرة» المفتقدة في وطن يمكنه أن يثور عن بكرة أبيه من أجل قارورة غاز أو انقطاع تيار كهربائي أو لأجل انتصار كروي، لكنه عند حوض النبي، فإن لمحمد، صلى الله عليه وسلم ربا يحميه في أمريكا وفي الجزائر كذلك.. أبلغ ما ينطبق على غيابنا الشعبي عن ثورة «النبوة»، حيث «فداك دمي وأبي وأمي يا رسول الله» كانت صرخة المسلمين في كل بقاع العالم في جمعة «لبيك سيد الخلق أجمعين»، أبلغ ما ينطبق على ذلك الغياب «العار»، هو عنوان حضر الاستنفار الأمني، وغاب أنصار «المصطفى»، فباستثناء مناوشات معزولة لا يمكنها أن تؤثر على علاقة «السمن والعسل» بيننا وبين «هيلاري كلينتون»، فإن جزائر غلام الله، شذت عن قاعدة إننا هنا يا رسول الله، فحتى خطب الجمعة، تحاشت «غدر» المستطاع، كل إشارة رسمية قد يفهم منها بأننا «غاضبون» أو حتى مستاءون من حكومة أمريكا التي أطلقت يد «شواذها» لممارسة حرية «التبعير» على مقدساتنا.. الشعب لم يخرج ووحدها الحكومة من صلت صلاة الاستنفار لمحاصرة ما كانت تظنه غضبا جارفا، لكن بين الظن الرسمي «الآثم» فينا، وبين أن جزائر العظمة، نالت شرف أن تكون جزائر «الخذلان» والمتخاذلين، فإن على أمريكا أن تحذر منا وتحسب ألف حساب لنا إذا ما جمعها يوما معنا «ماتش» كورة، فحينها سنخرج أمة واحدة وبتشجيع من السلطة لنصرخ فيها «وان تو ثري فيفا لالجيري»..