في حضور 10000 مشارك وغياب تام للوفود الأجنبية عن حفل الافتتاح يفتتح اليوم «تجمع أمل الجزائر» مؤتمره التأسيسي بالقاعة البيضاوية لمركب محمد بوضياف بأعالي دالي إبراهيم، في حدود الساعة الخامسة مساء، بمشاركة قرابة 2000 مندوب. وعلمت «البلاد» من داخل الهيئة الوطنية التحضيرية أن حفل الافتتاح سيعرف حضور ما يزيد عن 10 آلاف مشارك، بين مندوبين ومتعاطفين وضيوف شرف من ممثلي الطبقة الحزبية والمجتمع المدني، إضافة إلى شخصيات وطنية، سياسية وثقافية واجتماعية وفنية ورياضية ودينية وأخرى رسمية كذلك، حرصت اللجنة الوطنية على توجيه الدعوة لها. في السياق نفسه، أسرت مصادر خاصة ل«البلاد»، أن المؤتمر لن يعرف توافد أي جهة من خارج الجزائر، وإذا كان ذلك طبيعيا بالنظر إلى كون الحزب ما يزال حديث النشأة وهو يعقد مؤتمره العام الأول، من دون علاقات خارجية في الوقت الحالي مع أحزاب شقيقة في الوطن العربي أو صديقة في العالم الغربي، فإن الأمر يبدو برأي بعض المتابعين محسوبا بدقة من ناحية أخرى، في اتجاه بعث «رسالة سياسية» واضحة وقوية للرأي العام ولمن يعنيهم الأمر، مفادها أن «تاج» سيشكل حزبا وطنيا جزائريا خالصا، مثلما كان رواده يبشّرون به عبر كل المنابر الإعلامية، ليكون حسب تصريحاتهم «فضاء مفتوحا» يستوعب كافة الشرائح الاجتماعية من ألوان الطيف الوطني، بعيدا عن التصنيفات الكلاسيكية، إلا ما تعلق منها بالقدرات العملية والسمعة العامة والمؤهلات الشخصية في مختلف الأبعاد، لتبوؤ مواقع المسؤولية داخل الحزب أو الاندماج ضمن هياكله للنضال من منطلق القيم والأفكار التي يؤمن بها، وفق ما زعم أصحابه، في انتظار أن يصدّق الميدان أقوالهم بهذا الصدد. وينتظر تمثيل عديد الفئات الاجتماعية على غرار الشباب والمرأة والشخصيات القيادية في إطار «النسب الوطنية» التي خصصتها اللجنة المشرفة على مجريات المؤتمر التنظيمية، زيادة على تلك الأفواج التي تأتي ضمن تعداد المندوبين المنتخبين والمزكّين على مستوى قواعد الحزب، والذي انتهى منذ يومين فقط من ضبط عملية اختيار المندوبين الولائيين والمحليين، حيث برّر القائمون على فعاليات العملية هذا التأخر بكثافة الإقبال الشعبي من مختلف الأعمار والشرائح والتوجهات والمشارب على الانضمام للحزب، وهو الواقع الذي أفرز -حسب بعض الأصداء- شيئا من الصعوبة في ترتيب الأمور على مستوى بعض الولايات. وتترقب الدوائر السياسية والإعلامية ظهور الوزير عمر غول في ثاني «خرجة حزبية» له تحت قبعة «تاج» بعد ندوة الهياكل التنسيقية المؤقتة التي عقدها في 24 أوت الماضي بفندق الشيراطون، لرصد اتجاهات الخطاب السياسي للرجل الذي طلّق حركة حمس، معلنا عن إطلاق مشروع جديد قائم على قيم العمل الميداني وتجاوز الأدبيات الأيديولوجية التقليدية، في إطار استكمال سياسة المشاركة الإيجابية لتجسير علاقات تعاون مع القوى الوطنية أينما كانت مواقعها، بما يسهم في تشييد البناء الوطني، حسب رؤية الوزير غول، كما تبقى «هوية» العناصر المشكلة للهياكل العليا للحزب، خاصة المكتب السياسي والمجلس الوطني، محل ترقب وسوسبانس لدى المراقبين لاختبار مبادئ الانفتاح والتواصل مع فئات المجتمع التي لطالما رافعت لصالحها قيادات «تاج».