استنكرت ما وصفته ب«إهانة شهيد العلم" هي مأساة معنوية نفسية تتكبدها عائلة جعيجع بولاية المسيلة. تعود جذور القصة المؤلمة إلى اثنين وأربعين سنة مضت، حينما فقدت العائلة القاطنة ببلدية حمام الضلعة آنذاك ابنها البار جعيجع نعيمي عن عمر يناهز 16 سنة، وهو متوجه في بعثة علمية خارج الوطن، حيث تعرضت الطائرة لعاصفة رملية فسقطت في صحراء ليبيا، لتحمل جثامين هؤلاء الركاب كل واحد إلى مثواه الأخير، ونُقل ابن العائلة إلى مسقط رأسه، ودفن بإيعاز من السلطات الجزائرية آنذاك في مقبرة الشهداء ببلدية تارمونت بولاية المسيلة. وقد انتظرت العائلة أن يخلد ذكره في بعض مؤسسات الدولة بحمل اسمه، ولكن للأسف لم يتحقق حلمها. بيد أن ما صدمهم جميعا هو آثار الأزمة النفسية والمعنوية للعائلة وحتى سكان المنطقة. وفي الذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر سُطر برنامج خاص اشتمل على ترميم وإعادة الاعتبار لمقابر الشهداء، وهذا شيء جميل حسب انطباعات أفراد العائلة، حيث قامت السلطات المحلية والولائية بتنفيذ هذا البرنامج، مستحدثة مقابر للشهداء في أماكن لائقة ونُقلت جثامينهم إليها. وبعدما أوصدت أبواب السلطات المحلية في وجه العائلة، ها هي تستنجد بالقاضي الأول في البلاد السيد رئيس الجمهورية، تناشده رد الاعتبار لهذا الشهيد وعائلته التي فجعت فيه في ريعان الشباب من أجل الجزائر.