أكد وزير الطاقة مصطفى قيتوني مساء أمس بوهران أنه لم يتم إبرام أي عقد مع أي طرف في مجال استغلال الغاز الصخري.وأبرز الوزير ردا على سؤال صحفي حول هذا الموضوع خلال تنشيطه لندوة صحفية عقب افتتاح فعاليات الأيام العلمية والتقنية لسوناطراك في طبعتها ال 11 بمركز الاتفاقيات بوهران ” لم نبرم أي عقد مع أي طرف لاستغلال الغاز الصخري” مؤكدا بقوله “لازلنا في مرحلة الدراسات”. وأشار في هذا الصدد أنه “لاستغلال الغاز الصخري يتوجب علينا انتظار عشر سنوات على الأقل من أجل إجراء مختلف التدابير، لا سيما الدراسات والتحاليل” مضيفا “أنه من غير المعقول أن لا تستغل إمكانيات وموارد طاقوية مهمة”. وأشار أيضا أنه يتم إجراء عدة دراسات للبحث في إمكانيات استغلال مختلف الموارد الطاقوية لا سيما استغلال المحروقات في عرض البحر. من جهة أخرى أكد وزير الطاقة، أن شروط الاستثمار في مجال الشراكة البترولية بالجزائر تضمن توزيعا عادلا للأرباح وأيضا للمخاطر. وقال في افتتاح الدورة ال11 للأيام العلمية والتقنية لسوناطراك التي تقام ما بين 16 و19 أفريل بمركز الاتفاقيات : “يتوجب أن تكون قواعد الاستثمار في مجال الطاقة واضحة للشركاء وتضمن توزيعا عادلا للأخطار والأرباح”. وأبرز أن “توفير هذه الظروف، التي هي في تحسن، يسمح على وجه الخصوص بتبني إجراءات محفزة لنشاطات التنقيب والإنتاج مع شركاء الجزائر”. كما جدد الوزير التأكيد على عزم البلاد على تعزيز علاقاتها مع شركائها وكل الراغبين في الاستثمار. وذكر قيطوني في هذا الصدد بالإجراءات القانونية التي تنوي السلطات المعنية إدخالها في قانون المحروقات الذي يتم حاليا إعادة النظر فيه من أجل تشجيع الشراكة في هذا الميدان، مؤكدا أن هذه الإجراءات من شأنها أن تجلب الكثير من المستثمرين في هذا القطاع. وفي الإطار نفسه، أوضح “بأن مجمع سوناطراك، بواسطة مسيريه وإطاراته وعماله، بذل مجهودات جبارة من أجل تحسين علاقاته مع شركائه وبعث ديناميكية جديدة إيجابية معهم وفق قاعدة رابح رابح، وهي المجهودات التي بدأت مؤشرات نجاحها تظهر اليوم في القطاع و في الإقتصاد الوطني بشكل عام”، على حد قوله. كما اعتبر وزير الطاقة بأن تعزيز الشراكة في ميدان البترول والغاز ضرورية جدا، بالنظر إلى الفوائد التي تجنيها من هذه العملية صناعة المحروقات الوطنية. من جهة أخرى، دعا قيطوني الناشطين في ميدان المحروقات في الجزائر إلى التكيف مع التحولات الطاقوية العالمية، وذلك بمضاعفة المجهودات والاعتماد على التكنولوجيا الحديثة. من جهته، أكد الرئيس المدير العام لسوناطراك عبد المومن ولد قدور أن الشركة فتحت مع شركائها ورشات أخرى لتطوير نشاط الطاقة الشمسية . وقال ولد قدور في كلمته بمناسبة افتتاح فعاليات الطبعة ال 11 للأيام العلمية والتقنية لسوناطراك بمركز الاتفاقيات “محمد بن أحمد” بوهران أن شركة سوناطراك فتحت مع شركائها ورشات أخرى لتطوير نشاط الطاقة الشمسية. وأضاف خلال تدخله في هذه الفعالية المنظمة بمبادرة من شركة سوناطراك على مدار 4 أيام تحت شعار “ابتكار وشراكة في سياق التحول الطاقوي العالمي” أن شركة سوناطراك استثمرت في حقولها 6ر1 جيقا واط من الطاقة الشمسية ونحن بحاجة إلى التكنولوجيا والمعرفة لتطوير الصناعة الشمسية”. “الجزائر بحاجة إلى حلول لرفع مخزونها ونحن بحاجة إلى الديجيتال التي أصبحت أداة عمل مهمة تسمح بتحسين التكلفة والانتاج والعمل”، كما أضاف الرئيس المدير العام لسوناطراك الذي أشار إلى أن ” من المفاتيح المهمة لتطوير سوناطراك مع شركائها هو استعمال الديجيتال لتحسين أداء المؤسسة”. وبخصوص الطبعة ال 11 للأيام العلمية والتقنية لسوناطرك أبرز ولد قدور أنه “لولا الأمن والاستقرار في البلاد وبفضل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة ما استطعنا تنظيم هذه التظاهرة وجمعنا هذا العدد الكبير من الحضور والمؤسسات الأجنبية”. وقال نفس المسؤول أن “الجزائر دولة واقفة و سوناطراك مؤسسة واقفة والجزائر و سوناطراك وجهان لعملة واحدة لجذب الشركاء الأجانب والشركاء السياسيين مثل مالي والعراق”. وأضاف أنه سيتم التطرق خلال هذه الفعالية المنظمة تحت الرعاية السامية لفخامة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة إلى الشراكة والابتكار و”سنعمل باستمرار على استخراج و إنتاج ونقل وبيع الغاز والبترول”. وكشف الرئيس المدير العام لسوناطراك عن تحديد تاريخ 30 أبريل القادم لتقديم حصيلة نشاط الشركة لسنة 2017 وتقديم إستراتيجية الشركة لأفاق 2030. اعتبر وزير الطاقة مصطفى قيطوني بأن النمو الاقتصادي في الجزائر سجل، خلال العشريتين الماضيتين، “تقدما كبيرا”. وأوضح قائلا: “رغم أنه لا يزال أمامنا الطريق طويلا، إلا أن الوقائع تؤكد بأن البلاد، تحت قيادة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، قطعت أشواطا كبيرة خلال هاتين العشريتين وعرف خلالهما الاقتصاد الوطني تطورا قويا”. وذكر قيطوني بأن هذه التنمية تحققت خارج قطاع المحروقات، ولكن الأخير كان له دور فعال فيها بفضل توفيره للطاقة المرافقة للنشاطات الأخرى وتعزيزه للقدرات التمويلية. وصرح أن تقوية العلاقات الاقتصادية والتجارية الدولية للبلاد كان لها دور هي الأخرى في تحقيق هذه التنمية، من خلال الدخول في شراكات جديدة، لافتا إلى أن هذه النتائج تشجع على مواصلة الجهود من أجل تعزيز وتوسيع هذه العلاقات، سيما في المجال الطاقوي. من جهة أخرى، ذكر نفس المتحدث بأن تنظيم الأيام العلمية والتقنية ال11 لسوناطراك يأتي في ظرف خاص يتميز بتحديات كثيرة تواجه صناعة المحروقات الوطنية والمجمع البترولي الجزائري. وأضاف “بالنسبة لسوناطراك، الأمر يتعلق بالاستغلال الأمثل للموارد والإمكانيات، وتحسين النتائج، سيما ما تعلق ببرنامجها الاستثماري وتقليص التكاليف”.