لا تزال أزيد من 26 عائلة قاطنة على مستوى شاليهات حي البرتقال، ببلدية بئر خادم غرب العاصمة، تتجرع معاناة حقيقية ومتواصلة في ظل الأوضاع السيئة التي تعيشها بسبب تأخر عمليات الترحيل التي كانت قد وعدتهم بها السلطات منذ شهور عديدة، إلا أنها وككل مرة وعود لا تجد لها مكانا في أرض الواقع. وقفت « الجزائر الجديدة » خلال الجولة الاستطلاعية لشاليهات حي البرتقال ببلدية بئر خادم، على انشغالات العائلات القاطنة بها قصد إيصال ندائهم للجهات المسؤولة لعلها تتدخل لتخليصهم من المعاناة والجحيم وإدراجهم ضمن عملية الترحيل القادمة.
“شاليهات” لا تصلح للعيش الآدمي أبدى سكان الشاليهات المتواجدة بحي البرتقال ببلدية بئر خادم، استياءهم وتذمرهم الشديدين إزاء جملة المشاكل الكثيرة التي تواجههم في حياتهم اليومية في تلك الشاليهات التي أصبحت تصلح لكل شيء ما عدا السكن فيها، حيث تساءل هؤلاء عن عمليات الترحيل التي كانت قد وعدتهم بها السلطات المحلية السابقة، خاصة وأنهم سئموا من الحياة في تلك الشاليهات التي لا تظهر فيها إلا أنواع المعاناة. ولم يتوقف محدثونا عن سرد معاناتهم بل أشاروا إلى الأوضاع السيئة التي عاشوها ولازالوا يعيشونها. لذلك يطالب هؤلاء من السلطات المعنية أن تفي بوعدها، وهي أن ترحلهم إلى سكنات اجتماعية لائقة تتوفر على كامل الضروريات الأساسية، كما أن العائلات لا تزال تكابد المعاناة فيها، حيث تتجرع الويلات بسبب قلة وسائل النقل التي من شأنها أن تغنيهم مشقة التنقل من مكان إلى آخر. اهتراء الطرقات يثير سخطهم في سياق ذي صلة أشارت العائلات، إلى مشكل اهتراء طرقات الحي التي تعرف وضعا كارثيا منذ سنوات، فهي تتحول بعد تساقط الأمطار إلى مجموعة من البرك المائية التي تحوي المياه القذرة، إلى جانب الأوحال التي تعترض طريق هؤلاء لتسبب لهم الكثير من المتاعب اليومية، موضحين في تصريحهم أنهم تلقوا وعودا من قبل السلطات المحلية للقضاء على مشكل اهتراء الطرقات وتعبيدها حتى ينقص العبء على المواطنين، لكن ومنذ إطلاق هذه الوعود لم يرى المواطنون المسؤولين مرة أخرى. غياب الغاز الطبيعي مشكل أخر بسبب مادة الأميونت التي صنعت بها الشاليهات التي تقطنها تلك العائلات بحي البرتقال، امتنع المسؤولون عن تزويد هذه الأخيرة بمادة الغاز الطبيعي والذي يعد من الضروريات الأساسية خاصة في هذا الفصل بالنظر إلى استعمالاته الكثيرة من أجل التدفئة خاصة، وذلك من أجل تفادي وقوع حوادث قد تؤدي إلى ما لا يحمد عقباه، إلا أن العائلات وعلى اثر غياب الغاز الطبيعي بمساكنهم سئموا من التنقل من مكان إلى أخر لأجل إقتناء قارورة غاز البوتان، والتي يصل سعرها خلال هذه الأيام الباردة إلى ما يفوق 400 دج، الأمر الذي زاد من معاناتهم سيما مع ثقل كاهلهم بمصاريف الحياة اليومية الأخرى. انعدام الإنارة العمومية يغرق الحي في الظلام مشكل آخر يعاني منه السكان وهو انعدام الإنارة العمومية بتلك الشاليهات، وهو ما زاد من معاناة هؤلاء، حيث أدى ذلك إلى زيادة خوفهم على أنفسهم وممتلكاتهم، خاصة من دخول غرباء عن الحي الذين اغتنموا فرصة غيابهم ليقوموا بالسرقة التي طالت ممتلكاتهم، وهو ما أدى بهم إلى الدخول إلى منازلهم باكرا قبل صلاة المغرب، مبدين استياءهم إزاء هذا الوضع الذي حرمهم الاستمتاع بالجلوس في الخارج ليلا ووسط هذه الأوضاع وجملة المشاكل التي يتخبط فيها سكان شاليهات البرتقال وجهت العائلات نداءها للسلطات المعنية قصد التعجيل في ترحيلهم خاصة وأن شهر رمضان على الأبواب.
أمراض مزمنة تنخر أجسادهم هذا وتعاني العائلات جملة من المشاكل الصحية والتي تسببت فيها مدة مكوثهم في تلك الشاليهات كونهم يعانون من أمراض تنفسية مزمنة والربو بسبب طول الفترة التي عاشوها في هذه الشاليهات، والتي تسبب مادة صناعتها بالعديد من الأمراض كون أغلبها تصدأت واهترأت وهو ما حذر منه أغلب الأطباء الذين توجهت إليهم العائلات عند طلب العلاج، وقد أبدى العديد من سكان الحي استغرابهم الشديد من تماطل سلطات البلدية في ترحيلهم وهو ما أكدته إحدى القاطنات بقولها ” كنا ننتظر ان نبقى هنا لفترة لا تدوم عن 3 سنوات على الأقل ولكن السنين مرت وأصبح على وجودنا هنا سنوات متسائلة بقولها لماذا كل هذا التأخير مع العلم أن البلدية وزعت الكثير من السكنات، فالحال طال ولا وجود لجديد ، ومللنا الوعود ” . الانقطاع المتكرر للكهرباء والماء زاد الطين بله من جهة أخرى أشار سكان الحي في حديثهم إلى المشقة والمعاناة التي يعانون منها بسبب سوء الأوضاع التي يعيشون في ظلها، سيما في هذه السنوات الأخيرة أين عرف التيار الكهربائي تذبذبا لم يشهدوه من قبل، وما زاد الطين بلة، فالظاهرة ساهمت بشكل واضح في إتلاف مختلف الأجهزة الكهرومنزلية، ليضطروا في كل مرة لإصلاحها وأحيانا إلى رميها . ومن جهة أخرى، تعرف حنفيات منازل الحي تذبذبا في التزود بالماء الشروب، لتؤكد العائلات في هذا السياق أنهم يتزودون بهذه المادة الحيوية، معتبرين توزيعها غير كاف نتيجة كثرة احتياجاتهم لها، سيما في أيام فصل الصيف أين تكثر استعمالاتها، ليستعينوا بأنواع الدلاء لسد حاجتاهم من الماء. وأمام هذه الأوضاع يناشد سكان حي البرتقال المتواجد بإقليم بلدية بئر خادم، السلطات المعنية من أجل ضرورة التدخل العاجل لترحيلهم خاصة أن عددهم قليل.
تجاهل المجالس المنتخبة المتعاقبة ضاعف من معاناتهم في حديث السكان إلينا، اشتكوا من تجاهل المجالس المحلية المنتخبة والمتعاقبة، كون أنهم وبالرغم من الشكاوى التي أودعها السكان إليهم إلا أنها اكتفت بتقديم الوعود التي لم تجسد على أرض الواقع لحد الساعة وهو ما زاد من تذمر هؤلاء المواطنين. وحسب شهادة محدثينا، فإن المصالح المحلية المتعاقبة على علم بأوضاعهم، كون أنهم أودعوا ملفاتهم على مستوى المصالح المحلية غير انها لا تزال تلتزم بسياسة الصمت والتجاهل تجاه ملفهم، مطالبين الجهات الولائية وعلى راسها والي العاصمة عبد القادر زوخ بضرورة التدخل في قضيتهم وترحيلهم إلى سكنات جديدة في أقرب الآجال.